حول التعليم في القدس
1. الطلبة الفلسطينيين في مدينة القدس
يبلغ عدد طلبة القدس في المراحل المدرسية حوالي 98,428 طالب وطالبة (لا يشمل العدد الطلبة في رياض الأطفال)، يذهب حوالي 45,500 طالب وطالبة منهم الى 146 مدرسة تتبع للمظلة الفلسطينية (الأوقاف العامة، المدارس الأهلية، وكالة الغوث)، والباقي يذهب الى مدارس تتبع لإدارة حكومة الاحتلال، منها مدارس تاريخية وضعت قوات الاحتلال يدها عليها عندما احتلت الجزء الشرقي من مدينة القدس عام 1967، ومنها مدارس مستأجرة، ومنها مدارس قليلة حديثة نسبيا. يستغل الاحتلال عدم وجود مباني مدرسية كافية وتفرض في هذه الأخيرة المنهاج الإسرائيلي، فيما يتعلم غالبية الطلبة المقدسيين المنهاج الفلسطيني في المدارس التي تعمل ضمن المظلتين.
2. المباني والغرف الصفية:
2.1 عدد الغرف الصفية:
تقدر نسبة النمو السكاني لأهالي القدس الشرقية ب 2.5%، وتقدر الحاجة السنوية الى صفوف جديدة بحوالي 80 صف. لا يتم بناء هذا العدد من الصفوف سنويا، فمعدل ما يتم بناؤه سنويا يقارب نصف الحاجة. تتسع المدارس ضمن المظلة الفلسطينية لحوالي 31,500 وتخدم 45,500 طالب طالبة، وبالتالي هناك حاجة الى 560 غرفة صفية جديدة، بالإضافة الى 80 غرفة صفية جديدة سنويا. أي ان هناك حاجة الى إضافة 960 صف خلال السنوات الخمسة القادمة.
2.2 وضع المباني القائمة:
بالنسبة إلى المعايير التصميمية العالمية للمدارس النموذجية، يجب أن تتوفر التهوية والإضاءة الطبيعية بتوجيه الغرف الصفية في الجهة الشمالية من المبنى، وتخصيص ما معدله 2 متر مربع للطالب/ة داخل الغرفة الصفية وبحيث تكون مساحة الغرفة الصفية 65 متر مربع لما معدله 30 طالب/ة. كمعدل عام، يجب توفير 12 وحدة صحية لكل 250 طالب/ة، و5 نقاط شرب لكل 100 طالب/ة، وأن لا تقل مساحة المختبرات عن 75 متر مربع، ناهيك عن توفر الساحات والملاعب بالمساحات المناسبة لتلك الأعداد لتكون متنفساً آمناً لهم.
إن مدارس مدينة القدس في معظمها عبارة عن مبانٍ سكنية تمت مواءمتها لاستخدامها كمدارس، ولا تتمتع بجميع المواصفات التي يجب توفرها في المدرسة النموذجية. فبالمقارنة مع بيانات مديرية التربية والتعليم السابقة للعام الدراسي 2019/2020، نجد بأن المساحة المخصصة للطالب/ة في الغرفة الصفية في مدارس الأوقاف تقارب 1.60 متر مربع، وفي المدارس الخاصة 1.52 متر مربع، علما أنه وفق المعايير العالمية يجب أن تتوفر مساحة 2 متر مربع للطالب/ة. ومن أصل 146 مدرسة، تحتوي 96 منها فقط على مختبر علوم بمعدل مساحة 48.31 متر مربع، وتحتوي 121 منها فقط على مختبر حاسوب بمعدل مساحة 44.60 متر مربع. ووفق إحصاءات 2020 هناك 83 مدرسة (أي ما نسبته 56.85% من المدارس) بحاجة إلى توفير 947 صنبور مياه إضافي للشرب و716 مرحاض إضافي، في حين تحتاج 50 مدرسة (أي ما نسبته 34.25% من المدارس) إلى توفير 242 مغسلة. وقد تمكنت مؤسسة فيصل الحسيني من خلال عملها في البنية التحتية في 39 مدرسة خلال العام 2021 من تغطية 14% من حاجة المدارس لصنابير المياه الخاصة بالشرب وتسعى لتلبية الاحتياجات المتبقية المختلفة.
2.3 التدخلات التي تحتاجها المدارس التي تتبع للمظلة الفلسطينية فيما يتعلق بالبنية التحتية:
إن جميع هذه المدارس بحاجة ماسة إلى صيانات دورية مستمرة من أجل المحافظة على ديمومتها، سواء كان ذلك بتنفيذ أعمال تأهيل لبنيتها التحتية – مثل: الجدران، والأرضيات، والنوافذ، والأبواب، والوحدات الصحية، والمختبرات، والمكتبات، والملاعب-، أو بتوفير الاحتياجات الأساسية الواجب توفرها في المدارس لخدمة وسلامة طلبتها – مثل: ملاءمات ذوي الاحتياجات الخاصة بتوفير المداخل والمرافق المناسبة لهم (غير متوفرة في ما يقارب 82.19% من المدارس وفق إحصاءا عام 2020)، وأنظمة إنذار وإطفاء الحريق (غير متوفرة في 15% من المدارس وفق إحصاءات عام 2020)، والمظلات (غير متوفرة في 26.03% من المدارس وفق إحصاءات عام 2020).
التدخل على المدى البعيد:
وفق إحصائيات مديرية التربية والتعليم في القدس للعام الدراسي 2019/2020، فإن هناك مدرستين لا تتوفر لديهما أية ملاعب أو ساحات، و 65 مدرسة أخرى تخصص أقل من 2 متر مربع للطالب/ة في ساحاتها، علماً أن هناك إمكانيات لدى 43 مدرسة منها لتوفير مساحات إضافية للملاعب من خلال تأهيل الأراضي غير المستغلة من مساحات أراضي تلك المدارس. أما المدارس الأربعة والعشرون المتبقية فهي غير صالحة لأن تكون مدرسة، لأنها لا تسمح لطلبتها البالغ عددهم 9,282 طالب/ة بتفريغ طاقاتهم الحركية، مما يزيد من حالات العنف في المدارس. إن عدم توفر المرافق المناسبة يستدعي إلغاء استخدام تلك المباني كمدارس –مع إمكانية تحويلها إلى مكاتب إدارية أو رياض أطفال-، وبالتالي سيتطلب توفير المزيد من المدارس لاحتواء أولئك الطلبة.
من الخطط البديلة السريعة نسبياً هي تنفيذ أعمال تأهيل للمباني الحالية، وإعادة تقطيع المساحة الداخلية لتوسعة مساحات الغرف الصفية إن أمكن وتوفير جزء من المرافق اللازمة في المدرسة، حيث أن هناك 218 غرفة غير مستخدمة في 64 مدرسة من مدارس القدس، ويجب أن يتم استغلالها لتوفير المرافق اللازمة لكل مدرسة منها.
بالإمكان أيضاً العمل على بناء طوابق إضافية في المدارس التي تمتلك رخص بناء، وبالتالي زيادة عدد الغرف الصفية والمرافق التعليمية والصحية، مما يرفع من مستوى البنية التحتية للمدارس. هذه الخطة تستغرق ما لا يقل عن 8 أشهر، مقارنة بأعمال التأهيل التي تستغرق 4 أشهر كحد أقصى، قابلة للزيادة أو النقصان وفقاً لموقع وحجم المدرسة التي سيتم تنفيذ الأعمال بها. يستلزم هذا الحل عمل إحصائية حول المدارس التي تتوفر لديها رخص بناء لطوابق إضافية –والتي هي في معظمها من المدارس الخاصة-، وأن تكون تلك المدارس ضمن حدود المناطق السكنية التي تعاني نقصاً من عدد المدارس نسبة إلى سكانها، حيث أن مثل هذه الإحصائيات غير متوفرة حالياً، بالإضافة إلى معلومات أخرى عن مدارس القدس والتي تحتاج إلى تخصيص باحث/ة لتقييم وضع مدارس القدس بشكل أدق.
يعتبر الحل الأمثل لمواجهة مشكلة وضع مدارس القدس ولتوفير بيئة مدرسية صحية وآمنة هو بناء المدرسة النموذجية، وذلك وفقاً لأعلى المعايير المعمارية والهندسية. على الرغم من كون هذا الحال سيستغرق ما لا يقل عن 5 سنوات، إلا أن بناء مدارس وفقاً لتلك المعايير سيوفر المساحات المناسبة لاستيعاب الطلبة، والأعداد المناسبة من المرافق التعليمية والصحية، والمساحات الكافية من ملاعب وساحات لتأدية النشاطات الرياضية واللامنهجية.
3. المنهاج المدرسي:
مع بدء الاحتلال الاسرائيلي عام 1967 واستيلائه على المباني المدرسية العامة، بدأ بمحاولة تغيير المنهاج فيها، وفي العام 1971 قرر فرض المنهاح الاسرائيلي في المدارس التي سيطر عليها، فاعتصمت طواقم هذه المدارس وتوقفت عن التعليم في تلك الابنية وبدأ إنشاء المدارس في مبان سكنية، فيما تمسكت المدارس الخاصة العريقة في القدس بالمنهاج الأردني، ما اضطر الاحتلال إلى التراجع عن قراره والعودة الى تعليم المنهاج الأردني في حينه، وما زالت غالبية المدارس التي تسيطر عليها بلدية الاحتلال تعلم المنهاج الفلسطيني، ويديرها ويعلم فيها فلسطينيون حريصون عليها. وبالتالي نجح الفلسطينيون بذلك رغم مرور 55 عام من احتلال الجزء الشرقي من المدينة في الحفاظ على منهاجها العربي الذي يروي روايتها الفلسطينية.
لكننا كفلسطينيين لم نتمكن من بناء ما يكفي حاجتنا من مدارس بسبب إجراءات الاحتلال المعرقلة واقتصر البناء على عدد قليل لكنه هام كمدرسة الفرير في بيت حنينا ومدرسة راهبات الوردية ومدرسة الشابات الشاملة الثانوية ومدرسة بنات أبو بكر الصديق ومدرسة طلائع القدس وغيرها، والتي يعتبر انشاؤها تحديا ونجاحا آخر يحسب للفلسطينيين في تصميمهم على الحفاظ على عروبة مدينة القدس. فيما عمل الاحتلال في الآونة الأخيرة وبعد تقصير كبير على مدى 55 عام، على بناء مدارس جديدة، إلا أنها تستغل النقص في الغرف الصفية والحاجة إلى وجود مبان جديدة في فرض منهاجها على هذه المدارس. وبدأنا في الأعوام الأخيرة بمواجهة خسارة بعض المدارس لصالح تبني المنهاج الإسرائيلي، وخسارة جزء من إرث الصمود العظيم الذي حققناه لسنوات طويلة.
4. احتياجات المدارس للأجهزة والأثاث:
وفق دراسة المؤسسة خلال آذار 2022، والتي جمعت خلالها احتياجات الأجهزة والأثاث ل 116 مدارس من أصل 146، فقد أظهرت الدراسة أن المدارس تحتاج الى أجهزة وأثاث تقدر قيمتها ب 11,814,685 مليون دولار موزعة كالتالي:
البند |
الكميات المطلوبة للمدارس |
عدد المدارس التي تحتاجه |
التكلفة التقديرية بالدولار |
اجهزة حاسوب |
1756 |
103 |
2,155,200 |
اجهزة لابتوب |
996 |
107 |
1,494,000 |
لوح تفاعلي (بروجكتر تفاعلي) |
345 |
102 |
1,498,000 |
جهاز بروجكتر |
187 |
47 |
65,450 |
شاشة عرض |
314 |
47 |
125,600 |
ماكنة تصوير |
87 |
51 |
287,100 |
طابعة ملونة |
99 |
58 |
69,300 |
طابعة عادية |
194 |
101 |
116,400 |
ماسح ضوئي (سكانر) |
136 |
50 |
54,400 |
شبكات إنترنت |
23 |
23 |
115,000 |
Network Points |
178 |
38 |
17,800 |
Fiber uplink |
28 |
21 |
56,000 |
Access Point |
123 |
39 |
16,770 |
Upgrade UTM License |
50 |
50 |
50,000 |
SW 24 |
46 |
38 |
82,800 |
SW 48 |
26 |
19 |
72,800 |
Windows |
60 |
3 |
10,800 |
برنامج إدارة محوسب |
31 |
31 |
372,000 |
نظام صوت |
46 |
46 |
368,000 |
شاشة عرض تلفزيونية |
1 |
1 |
25,000 |
لوح كتابة الكتروني |
803 |
57 |
100,375 |
درج متصل مع الكرسي يتسع لطالب واحد |
3514 |
46 |
351,400 |
درج مزدوج متصل مع الكرسي يتسع لطالبين |
3546 |
46 |
531,900 |
درج طالب منفصل يتسع لطالب واحد |
4111 |
39 |
287,770 |
كرسي طالب |
5782 |
60 |
173,460 |
خزائن خشبية مختلفة الدفات |
788 |
99 |
788,000 |
خزائن خشبية صفية |
814 |
53 |
284,900 |
خزائن خشبية لغرفة الإدارة |
165 |
46 |
66,000 |
خزائن معدنية مختلفة الدفات |
410 |
63 |
82,000 |
الواح صفية بيضاء |
543 |
50 |
108,600 |
طاولة صفية للمعلمين/ات |
822 |
54 |
147,960 |
طاولة اجتماعات |
73 |
43 |
21,900 |
مكتب إدارة طبي |
107 |
105 |
117,700 |
مكتب معلم/ة طبي |
459 |
88 |
100,980 |
كرسي موظف |
804 |
69 |
160,800 |
كرسي معلم/ة داخل الصف |
1371 |
80 |
82,260 |
كرسي إنتظار |
828 |
90 |
41,400 |
كرسي ساحات |
830 |
54 |
207,500 |
أثاث مكتبة – طاولات |
359 |
45 |
53,850 |
أثاث مكتبة – رفوف |
671 |
47 |
67,100 |
أثاث مكتبة – كراسي |
1165 |
42 |
58,250 |
أثاث مكتبة – مكتب أمين/ة المكتبة |
90 |
35 |
99,000 |
أثاث حاسوب – طاولات |
788 |
47 |
86,680 |
أثاث حاسوب – كراسي |
1162 |
52 |
58,100 |
أثاث مختبر علوم – كراسي
|
867 |
47 |
86,900 |
كتب لمكتبات المدارس الخاصة (تكاليف تقديرية حسب احتياجات المدارس) |
|
49 |
126,330 |
أجهزة ومواد مخبرية الخاصة (تكاليف تقديرية حسب احتياجات المدارس) |
|
54 |
271,150 |
أحتياجات أخرى للمدارس الخاصة (تكاليف تقديرية) |
|
65 |
100,000 |
احتياجات 51 مدرسة تابعة لمديرية التربية والتعليم (مدارس الأوقااف العامة) من الكتب والأجهزة والمواد المخبرية والقرطاسية وأدوات الرياضة |
|
51 |
100,000 |
المجموع الكلي بالدولار |
11,814,685 |
5. عمل المؤسسة في قطاع التعليم:
وقد عملت المؤسسة خلال العشرين سنة الماضية مع 95 مدرسة من المدارس النابعة للمظلة الفلسطينية. عملت بشكل شمولي وضمن برنامجها بعنوان التطوير الشامل في مدارس القدس مع 31 مدرسة، واشتمل العمل على برامج تدريبية وبرامج تطوير البنية التحتية وذلك ضمن رؤيا مفادها تطوير تعليم قائم على التفكير الناقد والبحث العلمي ضمن بيئة تعزز الهوية الفلسطينية وتضمن معرفة الأجيال لروايتهم الفلسطنية وتحافظ على حقوق الطفل والديمقراطية والمساواة. وضمن برامجها التدريبية عملت المؤسسة مع إدارات المدارس وطواقمها على تطوير عمل مشترك مع طلبتها وأولياء أمورهم لتطوير رؤى ومفاهيم تعليمية وتربوية مشتركة تتطور إلى دساتير مدرسية تشاركية. فيما عملت على تدريب المعلمين والمعلمات على كيفية تعليم المواد المختلفة من علوم طبيعية وتاريخ ولغة عربية واجتماعيات على أسس البحث العلمي بحيث ينمي الطلبة عمليات تعلم قائمة على مهارات التفكير العليا، كما عملت على تدريبهم على تعليم الطلبة مهارات بناء وبرمجة الروبوت، إلى جانب تدريبهم على الكشف عن مؤشرات عسر التعلم. كما عملت على تشخيص وعلاج الطلبة الذين يعانون من عسر تعلم في الصفوف الدنيا. و في برنامج تطوير البنية التحتية عملت المؤسسة مع 67 مدرسة (منها 31 ضمن برنامج التطوير الشامل)، وتنوع عملها في المدارس وفق الحاجة على ترميم المرافق الصحية ورفع سعة الكهرباء وإنشاء الساحات والملاعب والحدائق ومختبرات العلوم والحاسوب والمكتبات، وترميم الصفوف، والمرافق التعليمية وإضافة المظلات، وأدراج طوارئ، ووحدات التدفأة وإضافة أنظمة الصوت والحماية والحريق، كما أنشأت بركة سباحة نصف أولومبية في إحدى المدارس.