جاري تحميل الموقع . يرجى الانتظار

ولد عبد القادر الحسيني في القدس عام ١٩٠٨. والده موسى كاظم باشا الحسيني ووالدته رقية الحسيني. وله أربعة أخوة ( فؤاد ورفيق وفريد وسامي) وأختان ( كوثر وفاطمة).

توفيت والدته وعمره عام ونصف، ورعته جدته لأمه ( نزهة الحسيني) ومربيته ثلجية. تلقى تعليمه في مدرسة الرشيدية في القدس، ثم في مدرسة المطران التي عرفت آنذاك بمدرسة صهيون بسبب موقعها، ومدرسة روضة المعارف.

شارك في المظاهرات الوطنية وهو ما يزال في ريعان شبابه، والتحق بالجامعة الأمريكية في بيروت ولكنه فصل بعد سنه بسبب نشاطاته السياسية. انتقل إلى القاهرة والتحق بكلية العلوم، دائرة الكيمياء في الجامعة الأمريكية في القاهرة، حيث تخرج وحصل على شهادة البكالوريوس عام ١٩٣٢.

في كلمة أثارت ضجة كبيرة في حفل تخريجه، عبر عبد القادر عن نقده الشديد للسياسات البريطانية - الأمريكية في المنطقة. وتم على إثرها ترحيله من القاهرة إلى فلسطين.

حضر مصريون وفلسطينيون لوداعه وانقلب الوداع عند سكة الحديد إلى مظاهرة وطنية صاخبة. بعد عودته لفلسطين أصبح عبد القادر عضواً في الحزب العربي الفلسطيني الذي ترأسه جمال الحسيني وشغل منصب سكرتير الحزب. وعبّر عن أفكاره بصفته رئيس تحرير صحيفة حزب اللواء وصحف أخرى، بما فيها الجمعية الإسلامية.

عمل في دائرة تسوية الأراضي، وتمكن عبر عمله من حماية مجموعة من الأراضي حيث استطاع أن يوقف أراضي ١٦ قرية عربية، حتى يمنع استيلاء الجمعيات الصهيونية عليها. فيما تمكن من توعية مخاتير القرى بالأراضي التي تنوي السلطات البريطانية مصادرتها وتوجيههم لزراعتها بالزيتون حتى لا تعبتر أراضي بور. وتمكن من إيقاف شراء أراضي من قبل الجمعيات الصهيونية. كما تمكن عبد القادر من إقامة اتصالات وخلايا المقاومة السرية مع القرى الفلسطينية.

استقال من منصبه عام 1936 وأصبح قائداً للمقاومة الفلسطينية خلال الثورة الكبرى 1936 - 1939؛ وكقائد لمنطقة القدس. قام بعدة اعمال عسكرية وقاد هجوماً على قوات الهاغاناة في بيت سوريك في السادس من أيار عام 1936 ونظم المقاومة من الجبال حول المدينة. عقد اجتماعات سرية لتنظيم الجهاد المقدس وأصبح القائد الأعلى للقوات المسلحة لمنظمة الجهاد المقدس عام 1936.

أصابته القوات البريطانية بجروح في معركة بني نعيم بالقرب من الخليل عام 1936 وتم نقله إلى دمشق لتلقى العلاج الطبي. ثم انتقل إلى ألمانيا ومكث لمدة ستة أشهر، حيث التحق بدورة عسكرية تعلم خلالها فن تعبئة وإعداد المتفجرات وتفجيرها. عاد إلى القدس عبر دمشق في أيلول ١٩٣٧، واتخذ من منطقة عين كارم في القدس مركزا للعمليات.

أصيب بجروح مرة أخرى عام 1939 وانتقل هذه المرة إلى العراق حيث عمل كمدرس رياضيات في الكلية العسكرية، قاعدة الرشيد العسكرية، في بغداد. دعم ثورة رشيد علي الكيلاني وشارك في القتال بين الجيوش البريطانية والعراقية. تمكن و١٥ مقاتل من منع دخول القوات البريطانية إلى بغداد. انتقل إلى تركيا عام ١٩٤١ عبر العراق، ولكن سرعان ما اعتقل وسجن. تم استبدال أمر اعتقاله بعشرين شهر في المنفى في زاكو، شمال العراق. تم أيضاً أخذ زوجته (وجيهة) إلى المحكمة ووضعت تحت الإقامة الجبرية لمدة عشرين شهراً في بغداد.

تم الإفراج عنه عام 1943 بعد تدخل الملك عبد العزيز آل سعود وترك العراق متوجهاً إلى المملكة العربية السعودية. ثم انتقل إلى القاهرة في الأول من كانون الثاني/ يناير 1946. عمل في القاهرة على تجهيز مخازن أسلحة وذخيرة.

عاد سراً إلى القدس بعد قرار تقسيم فلسطين عام 1947، وأصبح قائد قوة المقاومة المتطوعة للجهاد المقدس، وبدأ بتنظيم المقاومة. تمكن من مقاومة وحصار العصابات الصهيونية ومنعهم من دخول القدس. وتوجه إلى دمشق بتاريخ ٣ نيسان ١٩٤٨ لمقابلة اللجنة العسكرية التابعة لجامعة الدول العربية وطلب ذخيرة حربية للتمكن من الاستمرار في مواجهة هجمات العصابات الصهيونية.

شرح عبد القادر للجنة وضع القدس وخطته، والخطورة الكبيرة اذا ما عاد للمعركة بسلاح كاف. ولكن لاقى طلبه الرفض، رغم توفر ما بكفي من ذخيرة في مخازن اللجنة العسكرية. تعالى الشجار بينه وبين اللجنة إثر رفضهم دعمه بالأسلحة، وحملهم مسؤولية تركه وجنوده بلا سلاح: "إني أحملكم المسؤولية بعد أن تركتم جنودي في أوج انتصاراتهم بدون عون أو سلاح".

عاد عبد القادر إلى القدس يوم ٥ نيسان ١٩٤٨. توجه إلى القسطل بعد فترة وجيزة من وصوله، وبعد أخبار حول استيلاء العصابات الصهيونية على قرية القسطل، وهي قرية مطلة ذات موقع استراتيجي تقع غرب القدس . قاد عبد القادر معركة القسطل الأخيرة، وتمكن من تحويل نتيجة المعركة لصالح الفلسطينيين.

في فجر يوم ٨ نيسان اصيب في المعركة، بالقرب من بيت مختار القرية. واستشهد بعد ساعات على إثر إصابته. جاءت الإصابة في الجزء الأسفل من البطن فيما بدا لمن عاينوه ومنهم الطبيب الدكتور مهدي الحسيني أنه أصيب بشظايا قنبلة أو رصاص متفجر. كما أن شهادة بعض من نقلوا الجثمان من القسطل تقول أنه وجد متكئا على جدار يجلس القرفصاء محاولا إغلاق جرحه النازف بيده. ووفق إحدى الشهادات من مجموعة بيت فجار فإنه سقط وحيدا بينما اضطرت المجموعة للتراجع تحت غزارة النيران.

بعد استشهاده ترك معظم جنوده القسطل وانضموا إلى جنازته، حيث دفن في اليوم التالي في باحة الحرم القدسي الشريف بجانب والده موسى كاظم الحسيني. بقيت بضع قيادات تحمي القسطل ولكن سرعان ما غادروها مع عدم وصول أية نجدة لهم. وسقطت بهذا القسطل.

ترك عبد القادر وراءه زوجته وجيهة وأولاده الأربعة: هيفاء وموسى وفيصل وغازي.

 

 

يظهرفي الصورة  أولاد عبد القادر من اليسار إلى اليمين : هيفاء، فيصل، غازي، موسى

 

 

 

 

 

 

يظهرفي الصورة  أولاد عبد القادر من اليسار إلى اليمين : هيفاء، فيصل، غازي، موسى