مقابلة الشهيد فيصل الحسيني مع إذاعة مونت كارلو
بتاريخ: 17/5/1994
أجرى المقابلة كمال طرباي
فيصل الحسيني في حديث مع راديو مونت كارلو بتاريخ 17/5/1994 في أريحا تجول كريستوفر بحراسة فلسطينية في أحياء المدينة وساحاتها واجتمع مع المسؤولين الفلسطينيين وفي طليعتهم فيصل الحسيني الذي قدم لنا هذه الزيارة.
س 1: السيد فيصل الحسيني استقبلتم اليوم في مدينة أريحا التي باتت خاضعة للسلطة الوطنية الفلسطينية وزير الخارجية الأمريكي وارن كريستوفر، كيف تقيّم زيارة وزير خارجية دولة كبرى كالولايات المتحدة إلى منطقة الحكم الذاتي الفلسطيني؟
فيصل الحسيني: الزيارة هي ضمن جدول أعمال خُصّص للفلسطينيين ضمن هذا المسار السوري الإسرائيلي ولربما من الناحية الرمزية أكثر مما فيه أي شيء آخر. وهذين الاجتماعين اللذين سيتم عقدهما أو تم عقد أحدهما، وسيتم عقد الآخر غداً صباحاً، وهي زيارة أريحا واللقاء الآخر الذي سيجري غداً في مدينة القدس الشرقية. بالنسبة لأريحا واضح أن الأمريكيين يرغبون في أن يكونوا هم أول من سيبدأ بمثل هذه الزيارات الرسمية إلى أريحا من خارج المنطقة، وتخلّل الاجتماع الذي عُقد هناك الكثير من الأسئلة حول الواقع الذي نعيشه يومياً في أريحا بعد الانسحاب الإسرائيلي: حول الاحتياجات، حول الجاهزية بالنسبة للقوات الفلسطينية ثم أبلغونا في الاجتماع أن هناك مساعدات معينة سيتم تقديمها إن كان للحكومـة الذاتية فـي المستقبل بشكل عـام أو لبعض مناطـق مثـل غزة بشكل خـاص.
س 2: على الصعيد السياسي سيد فيصل الحسيني ما هي المواضيع التي طرحتموها مع كريستوفـر؟
فيصل الحسيني: في الواقع كان الحديث في الدرجة الأولى حول موضوع القدس والاستيطان والممارسات الإسرائيلية، ثم بعد ذلك عن أهمية بدء المحادثات حول الوضع النهائي وبأسرع وقت ممكن.
س 3: من الملاحَظ فيصل الحسيني أنكم ولحظة توقيع اتفاق الحكم الذاتي في القاهرة أبديتم علناً تخوفاً -وهذا ليس للمرة الأولى- على مصير القدس، هل هذا التخوف لا يزال قائماً؟
فيصل الحسيني: طبعاً أبدينا تخوفاً ولم نفعل شيئاً ولم نقم بالإجراءات المناسبة، لربما نفقد القدس، القدس يلزمها بالفعل أن نقود معركتها من أجل تثبيت أمر واقع فلسطيني جديد لمواجهة الأمر الواقع الإسرائيلي الذين يحاولون من خلاله أن يحسموا قضية القدس لصالحهم.
س 4: هل تعتبر أن اتفاقية الحكم الذاتي التي وُقّعت في القاهرة أغفلت موضوع القدس أو قصّرت بالنسبة لحل مسألة القدس؟
فيصل الحسيني: كنا نود لو أنه سبق توقيع الاتفاقية التزام إسرائيلي برفع العزل عن مدينة القدس.
س 5: برأيكم لماذا لم يصرّ الجانب الإسرائيلي على هذه المسألة؟
فيصل الحسيني: دعني أقول أن الإسرائيليين في بعض الأحيان كانوا يطرحون بأن هناك مطالب معينة إن طلبتموها بشكل علني نحن لا نستطيع أن نقدمها ولكن إن تركتم الأمر لنا لربما تمكنّا من القيام بذلك بشكل هادئ، لربما كان نوعاً من التفاهم الضمني بأن يتم الأمر على هذا الشكل، أي أن تقوم إسرائيل بإزالة هذا العزل بشكل تدريجـي وبدون ضجة إعلامية كبيرة، إلا أننا حتى الآن لا نرى أي شيء من هذا القبيل.
س 6: تردّد اسم فيصل الحسيني من ضمن قائمة الأعضاء الذين سيشكلون السلطة الوطنية الفلسطينية في غزة والقطاع، هل ستشارك في هذه السلطة؟
فيصل الحسيني : نعم، برغم كل التحفظات الموجودة لكن هذه الاتفاقية تم التوقيع عليها وهي أصبحت أمراً واقعا يجب أن نتعامل معه، وليس أن نتعامل معه بمعنى فقط العمل بكل دقة على تنفيذ بنوده الحقيقية ولكن العمل معه بغرض تطويره وإغلاق الثغرات التي تواجدت في النص، ونحن نعتقد بأنه بعمل متواصل وجماعي بإمكاننا أن نتخطى هذه العقبـات.
س 7: قيل أنك مُصر على تولّي حقيبة شؤون القدس، هل هذا صحيح؟
فيصل الحسيني: نعم، أعتقد أن الشرط الذي وضعته هو أن أي منصب ممكن أن يُعطى لي أنا أقبله بشرط واحد، ألا يبعدني زمنياً أو جغرافياً عن القـدس.
س 8: في أي وقت سيستكمل عدد أعضاء السلطة الوطنيـة؟
فيصل الحسيني: بعد العيد ببضعة أيام ستكون الصورة واضحـة.
س 9: هل ستكون السلطة بمثابة حكومـة؟
فيصل الحسيني: نعم، هـي حكومـة.
س 10: هل فينا نقول لك سيدي الوزيـر؟
فيصل الحسيني: ها ها ها ها.... هذا سابق لأوانـه.
س 11: كيف تقيّم الوضع حالياً في الأراضي العربية المحتلة خاصة في ضوء تجدد الصدامات في نابلس والخليل وغيرها من المناطق؟
فيصل الحسيني: أعتقد أن القضية هو أنّ إسرائيل بدأت انسحاباً جزئياً من مناطق معينة وهي غزة وأريحا ولم يتم انسحاب الجيش الإسرائيلي من مناطق أخرى، ولم يتم سحب المستوطنات وبالتالي لم يتم إنهاء الاحتلال. ومع وجود الاحتلال ستستمر مثل هذه الاشتباكات ومثل هذه الأحداث إلى أن يتصرف الإسرائيليون بشكل آخر وأن يتعاملوا بالفعل وضمن مخطط واضح جداً، إنهم يريدون فعلاً الانسحاب كلياً من الأراضي الفلسطينية المحتلة هم ومستوطناتهـم.
س 12: هل أنت مطمئن لانتشار الشرطة الفلسطينية في منطقة الحكم الذاتي ولتجاوب المواطنين معهـا؟
فيصل الحسيني: لا أعتقد أن هناك تجاوباً من المواطنين فاق الحد المتصوّر ولربما حتى فاق الحد المعقول بحيث أن هذا الدعم والحب والتأييد والالتزام حول قوات الأمن الفلسطينية، لربما تعرقل حتى عمل هذه القوات، إلا أنها فرحة لعدة أيام قد تستمر، ولكن في النهاية يجب أن تنضبط الأمور وأن يتوجه هذا الحب من أجل تسهيل ليس فقط احتياجـات الشرطة كمـا يجـري الآن، لكـن عملها في الشارع وعلى الميدان.
س 13: كيف ترى مستقبل التعايش بين القوى الفلسطينية المعارضة لاتفاقية الحكم الذاتي والقوى الفلسطينية الممثلة بالسلطة الوطنية؟
فيصل الحسيني: أعتقد أنه إذا اتّبعنا المبدأ الديمقراطي وحرية الرأي والتعامل بعقلانية وعدم استغلال العنف الجسدي والعنف الكلامي، أعتقد أن بإمكاننا أن نحقق الكثير، فنحن بحاجة إلى هذه المعارضة، كما أن المعارضة هامة في أي بلد آخر، إسرائيل فيها معارضة وهذه المعارضة تؤثر على الحكم وباتجاهات معينة فلماذا لا يكون لنا نفس هذه المعارضة؟
س 14: هل هناك من اتصالات للتنسيق بين هذه القوى على الأرض في الداخـل؟
فيصل الحسيني: نعم، هناك اتصالات لكنها تتفاوت من مجموعة إلى أخـرى.
شكراً فيصل الحسيني