جاري تحميل الموقع . يرجى الانتظار

نص المقابلة التي أجراها الزميل يوسف القزاز مع السيد فيصل الحسيني رئيس الفريق الفلسطيني المفاوض من إذاعة صوت فلسطين

 

بتاريخ 4/12/1994

 

السيد فيصل الحسيني الشخصية الفلسطينية المعروفة رئيس الفريق الفلسطيني إلى مفاوضات السلام، كان في عمان والتقى مسؤولين أردنيين كباراً والقدس كانت في صلب الحديث بين السيد والحسيني والمسؤولين فـي العاصمة الأردنية. أهـلاً وسهـلاً بالأخ فيصل الحسيني فـي صـوت فلسطين.

فيصل الحسيني:        أهلا وسهلا بكـم.

 

س 1:          كيف كانت المحادثات مع الأشقاء الأردنيين وأهم المواضيع التي تم تناولها بالإضافة إلى موضوع القـدس؟

فيصل الحسيني:        في الواقع هذا اللقاء هو استمرار لسلسلة من اللقاءات التي كانت تتم دائماً، والتي يأتي إلى قمتها أكثر اهتماماتها قضية القدس، وفي الواقع هذه الزيارات وهذه اللقاءات تستهدف أن يكون هناك تنسيق على المستوى المطلوب والراقي الذي يستطيع أن يؤدي إلى مصلحة الطرفين وإلى المصلحة الفلسطينية العليا والتي نحرص عليها أن تكون بالشكل الذي يواكب مسيراتنا العربية أيضاً. في هذا اللقاء تم التطرق إلى العديد من القضايا ولكن القضية الأهم والمركزية هي قضية القدس، قضية المقدّسات الإسلامية في القدس، والتي اتفقنا كطرفين أنه دون أن يكون هناك تنسيق وتفاهم بين الجانب الفلسطيني والجانب الأردني، هذه العلاقات العميقة المتجذرة والمتلاقية إن لم ترعَ بشكل سليم -والمتنامية أيضاً إن لم ترعَ بشكل سليم - وإن لم يكن هناك تنسيق ستصبح هذه العلاقات علاقات متشابكة، علاقات يعتريها نوع من عدم التنسيق وبالتالي نصل إلى وضع لا نريده لا نحن ولا الأخوة الأردنيون، وبالتالي عملية التنسيق هي عملية هامة جداً. فيما يخص المقدسات الإسلامية في القدس نحن نعرف تماماً أن هناك وضعاً قائماً اعترفت به إسرائيل وقبلت ورضيت به منذ عام 1967، أما الأماكن المقدسة هي تحت الرعاية الإدارية الأردنية، ونحن غير معنيين الآن بتغيير مثل هذا الوضع لأننا اتفقنا على أن طرح مواضيع القدس مع إسرائيل هو يبدأ في المرحلة الثانية ولسنا على استعداد لأن نبدأ في فتح هذه الملفات قبل أن تبدأ المفاوضات الرسمية. لذلك نحن نرى بأن الدور الأردني في المقدسات الإسلامية والذي تعامل منذ عام 1967 على أن هذه المقدسات الإسلامية هي وديعة لدى الأردن، يتم تسليمها للفلسطينيين عندما نكون في وضع نستطيع أن نتحمل فيه هذه المسؤولية، وقد توصلنا إلـى أن هـذه الأمور تبقى على ما هي مع مزيد من التنسيق حتى لا تختل خطواتنـا.

 

س 2:          سيد فيصل الحسيني، حقيقة أن الحكومة الأردنية وكبار المسؤولين الأردنيين وفي مقدمتهم سمو الأمير الحسن ولي العهد الاردني حسم موضوع القدس في الموقف الذي أعلنه قبل مدة، وكما تُعبّر عنه أيضاً حتى وسائل الإعلام الأردنية الرسمية وشبه الرسمية، فلماذا يمكن أن يكون هناك حساسيات من الموقف الأردني؟

فيصل الحسيني:        في الواقع أن الأمر ليس قضية حساسيات من الموقف الأردني، ولكن في غياب التنسيق كما قلت حتى الخطوات التي قد تكون متخذة بحسن نية يمكن أن يكون لها نتائج تُفهم بشكل خاطئ. إن كان من هذا الطرف أو من ذاك الطرف، وبالتالي أنا أعتقد أن هناك حسن نية من الطرفين. هناك تلاقي في الأهداف وتلاقي حتى في التحليل والفهم لطبيعة الأمور، ولكن للأسف ما زالت قضية التنسيق المتكامـل غير موجودة. لا يوجد لدينا حتى الآن آلية تنسيق من المستوى المطلوب الذي يستطيع أن يواجه كل المخاطر التي تحيط بنا من أطراف ثالثة وليس منا كفلسطينيين أو كأردنيين.

 

س 3:          هل تتوقع سيد فيصل الحسيني أن تكون زيارة سيادة الرئيس ياسر عرفات المقبلة ومحادثاتـه مع المسؤولين الأردنيين متعلقـة برفع مستوى التنسيق بين الجانبين؟

فيصل الحسيني:        نعم، أعتقد أن هذا هو المطلوب وقد آن الآوان أن تكون هذه الزيارة للأردن ليست زيارة بروتوكولية، وليس فقط من أجل إعطاء بعض التصريحات التي تطمئن الناس، ولكن أن تكون ذات طابع عملي بمعنى أن يكون هذا الوقت وهذا متكاملاً في المستوى السياسي العالي في المستوى السياسي التنفيذي ثم في المستوى الفني، بحيث تستمر أعمال هذا الوفد حتى بعد عودة الأخ أبو عمار إلى فلسطين، وحتى نستطيع أن نرسم وضعاً جديداً، خطوطاً جديدة، تنسيقاً على المستوى المطلوب، فلدينا كثير من القضايا: قضايا الجسور، قضايا الجمارك، قضايا البضائع المستوردة من الأردن، وقضايا البضائع التي يجب أن تُورد إلى الأردن، كل هذه المصالح فلسطينية دقيقة يجب أن نبدأ ببحثها فـوراً.

 

س 4:          سيد فيصل الحسيني رئيس الفريق الفلسطيني إلى مفاوضات السلام، بمناسبة وجودك في صوت فلسطين وإقامة أو مركز عملك في بيت الشرق هل خفف الإسرائيليون من وتيرة تعاملهم مع بيت الشرق؟

فيصل الحسيني:        في الواقع نستطيع أن نقول بأن ما نحاول أن نفعله الآن أن نقلل من إمكانيات التصادم، من أن نغرق نحن والطرف الآخر في بحر من التصريحات والتصريحات المضادة وتصريحات رد الفعل حتى نستطيع أن نستمر في عملنا دون أن نخوض معارك ليس بالضرورة أن نخوضها الآن. وأعتقد أنه على مستوى معين هناك مسؤولين إسرائيليين يرغبون في ذلك، إلا أنه بين فترة وأخرى تخرج صحف وبالذات المعارضة الإسرائيلية لتثير مشاكل جديدة تلقى في بعض الأحيان هواً من بعض عناصر من داخل السلطة الإسرائيلية، ولكن أستطيع القول بأن الخطوط الرئيسية والعمل الرئيسي لبيت الشرق ما زال يعمل، ونحن واثقون بـأن شيئاً مـا لـن يُعطلنـا عن القيام بواجبنا تجاه العملية السلمية وتجاه القدس.

 

س 5:          لكن أخ فيصل في هنالك بعض الإصرار من جانب بعض الأوروبيين وحتى غير الأوروبيين على زيارة بيت الشرق واعتباره مؤسسة رسمية فلسطينية، مثلا السيدة تانسو شيلر رئيسة وزراء تركيا أصرت أن تزوركم في بيت الشرق؟

فيصل الحسيني:        في الواقع أنه ومنذ بداية العمل في بيت الشرق وحتى أستطيع القول أنه منذ أعوام التسعينات بدأت هناك تترسم قواعد جديدة، بأن أي زائر رسمي يأتي إلى هذه المنطقة يجب أن يُقابل فلسطينيين، كنا قبل ذلك نقابلهم في بيوتنا أو نقابلهم في الفنادق ومنذ عام 1992 وضعت قاعدة جديدة بأن يتم اللقاء في بيت الشرق، وبدأت هذه اللقاءات مع زيارة رئيس وزراء البرتغال في بيت الشرق، وبيت الشرق يعني:

أولاً: أن العملية السياسية هي سائرة فهو مقر الفريق الفلسطيني إلى مؤتمر السلام وإلى المفاوضات السياسية.

ثانيا: يعني أيضاً أن موضوع القدس هو موضوع ما زال ملفاً غير مغلق ولم يحسم موقف القدس كما تريده إسرائيل أن يكون جزءاً من العاصمة الإسرائيلية، وهذا هو الموقف الدولي، وبما أن الدول لديها هذا الموقف إذاً عليها أن تتعامل مع بيت الشرق ضمن هذا المفهوم.

 

س 6:          عودة إلى زيارتك إلى الأردن سيد فيصل الحسيني إذا كان لنا أن نُقيم هذه الزيارة فهل تعتبروها ناجحـة؟

فيصل الحسيني:        نعم، أعتقد أن بحدود المهمات التي كانت مطروحة فهي زيارة ناجحة، ونتأمل أن نرى ثماراً قريبة جداً إن شاء الله.

 

مشاهدين الكرام أهلاً وسهلاً دائماً بالسيد فيصل الحسيني في صوت فلسطين.

تحية وشكراً لهذا اللقـاء.