جاري تحميل الموقع . يرجى الانتظار

 

ندوة كفر مندا

 

 

 

على المنصة كل من الأخوة الأخ العزيز فيصل الحسيني (أبو العبد)، الأخ الكبير إبراهيم نمر حسين رئيس بلدية شفا عمرو ورئيس اللجنة القطرية، الأخ (أبو باسل)، عبد الوهاب دراوشه عضو الكنيست، والأخ محمد ميعاري، عضو الكنيست، (أبو إيسار). أدعو أيضا إلى المنصة الأخ العزيز رئيس بلدية أم الفحم، الشيخ رائد صلاح.

السؤال موجهه إلى الأخ فيصل الحسيني: أمس أو أول أمس توجه رابيين إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وايزمن عاد من الاتحاد السوفييتي، بيكر وزير خارجية أمريكا يلوح بالعصا والجزرة، وأمس أيضا ولأول مرة أحد قادة الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة بادر مبادرة شخصية وسار أحد جرحى الحافلة، وهذه البادرة الأولـى من نوعها منذ 67، ومنذ سنتي الانتفاضة.

السؤال هو أين هي المسيرة السياسة اليوم أمام كل هذه الأحداث الأخيرة في أل 24 ساعة و48 ساعة؟

أبو العبد:  مساء الخير، أولا قبل ان أجيب على هذا السؤال أود أن أحيي كفر مندا القرية التي صمدت رغم كل محاولات الترحيل التي ثبتت، رغم كل محاولات القمع والقلع، نحيي هذه القرية الصامدة والتي تعطينا الفرصة اليوم لأن ننظر ونقول: نعم نحن نستطيع أن نحقق أهدافنا نعم نحن نستطيع أن ننتصر، عندما أنظر إلى الحضور في هذه البلدة أستطيع أن أقول أن ما من قوة بشرية تستطيع أن تهزم الشعب الفلسطيني، ثانيا: إذا سمح لي الأخ مدير الجلسة أبو شريف في أن أطيل قليلا في الإجابة على السؤال الأول على أن أحاول الاقتضاض في الأسئلة التي تليها.

 

حول هذه المسيرة فقد فرضها الشعب الفلسطيني، وسوف تستمر بقوة وعنفوان الشعب الفلسطيني، منذ سنتين عندما بدأت هذه الانتفاضة لم تبدأ من فراغ، وإنما كانت هي نتيجة تراكمات النضالات الفلسطينية الطويلة، نفس النضالات التي أفرزت المنظمات الفلسطينية، نفس هذه النضالات التي أبرزت منظمة التحرير الفلسطينية، نفس هذه النضالات التي أبرزت مقاتلي بيروت الذين دافعوا عنها 88 يوماً، بكل صمود وبطولة، هذه الانتفاضة هي نتاج نضالات نفس هذا الشعب، في بداية الانتفاضة قبل سنتين عندما بدأت بدأنا شيئا جديدا لم يعرفه العالم من قبل نوع جديد من النضال نوع جديد من القتال.

 حتى نعرف إلى أين تسير الانتفاضة، علينا ان نعرف ما هي الانتفاضة؟ الانتفاضة ليست عملية عسكرية الانتفاضة ليست جيوش تنسحب أو تتقدم، تحتل أراضي أو تخليها، الانتفاضة بكل بساطة هي غير مؤهلة لان تحرر الأرض شبرا شبـرا كما تفعل الجيوش، ولكنها تحرر الفكر، تحرر الأذهان شبراً شبـراً ، نحن نقاتل قتال من أجل تغيير المفاهيم ونحن نعمل وقاتلنا ونقاتل على أربع جبهات، الجبهة الفلسطينية الجبهة الدولية الجبهة الإسرائيلية والجبهة العربية، ثلاث جبهات نحن نقاتل عليها الآن نستطيع أن نقول أن هذه الجبهات هي الرأي العام، جبهات الرأي العام لهذه الشعوب، السنة الأولى وبرغم كل شيء، برغم كل النضالات برغم كل التضحيات، إلا أن المعركة في حقيقتها كانت وبالدرجة الأولى على الجبهة الفلسطينية، كان نضال وصراع داخلي داخل كل فلسطيني، في داخل كل إنسان وفرد فلسطيني كان هناك صراعاً داخلياً، هذا الصراع كان بين العدل المطلق والعدل الممكن، كان بين الحلم المشروع والواقع. هذا الصراع المؤلم استمر عاما كاملا وفي نهايته ومع إعلان استقلال الدولة الفلسطينية ومع إعلان مبادرة السلام الفلسطينية التي أطلقت شعار مبدأ الدولتين، دولة فلسطينية بجانب إسرائيل، كان هذا هو نتاج الصراع الداخلي الذي انتصر فيه العمل من أجل العدل الممكن على الحلم بالعدل المطلق، الذي انتصر فيه ما يمكن أن نحققه في الواقع على الحلم الذي كان يراود كل منا. مع انتهاء هذا العام الأول وخروج الانتفاضة مسلحة بمبادرة السلام الفلسطينية بدأنا صراعنا وقتالنا على الجبهة الثانية على الجبهة الدولية، خرجنا إلى العالم لنحمل رسالة الانتفاضة، وقاتلنا على الجبهات الدولية. الرأي العام الدولي كان رأيا يرى بالفلسطينيين مجرد إرهابيين، كان يرى بالفلسطينيين إما إرهابيين وإما لاجئين يستحقون الشفقة والعطف ولكن مع استمرار النضالات الفلسطينية، وخلال هذا العام بدأنا ندخل في مرحلة جديدة تقوم أساسا على الاحترام، تقوم أساسا على احترام الرأي السياسي الفلسطيني، على احترام الشعب الفلسطيني، على احترام النضالات الفلسطينية، ودخلنا العام الثالث وخضنا معاركنا في الجبهة الدولية واعتقد أننا حققنا انتصارات واسعة على الجبهة الدولية. عدد الدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية يدل على ذلك، مواقف الشعوب والدول الأجنبية وتطورها يدل على ذلك، المظاهرة التي كانت قبل أسبوع وهذه المشاركة الهائلة من أوروبا في هذه المظاهرة يدل على ذلك، نستطيع أن نقول أننا نعم انتصرنا في المعركة في السنة الثانية، كما انتصرنا في المعركة في السنة الأولى، نحن الآن نواجه السنة الثالثة ونواجه معركتنا من أجل السنة الثالثة، معركتنا في السنة الثالثة هي على الرأي الإسرائيلي، هي من أجل تغيير الرأي العام الإسرائيلي ودفعه في طريق الحل السياسي السلمي في طريق إنهاء الاحتلال وذلك من خلال إيصال رسالة الانتفاضة، رسالة الشعب الفلسطيني، رسالة منظمة التحرير الفلسطينية لكل إنسان، ولكل فرد إسرائيلي، هذه الرسالة بكل بساطة تقول ما يلي: نحن نكافح ونناضل من أجل تحرير شعبنا وليس من أجل استعباد أي شعب آخر، نحن نناضل من أجل بناء دولتنا وليس من أجل تدمير أي دولة أخرى، نحن نناضل من أجل مستقبل أجيالنا القادمة وليس من أجل أن نهدد أمن ومستقبل أجيال أخرى لأي شعب آخر، هذه الرسالة نحن نعمل من أجل تحقيقها ونحن نرى أن كل التحركات السياسية القائمة هي ما زالت قائمة، ما دام الشعب الفلسطيني قادر على التحرك، وما دام الشعب الفلسطيني مصر على هذا التحرك، نحن نعتقد أن بإمكاننا أن نوجد تأثير قوي وجيد على الساحة الإسرائيلية، ولكن على شرط أن نعمل جميعا على هذه الساحة وأن نحمل جميعا هذه الرسالة، وأن نستطيع أن نوصل هذه الرسالة إلى كل فرد إلى كل مجموعة إلى كل مكان في إسرائيل.

لا أريد أن أطيل أكثر من ذلك في التحدث عن كيف نوصل هذه الرسالة، سأترك ذلك لأسئلة قادمة أخرى ربما يكون لديكم بعض التساؤلات أهـم ممـا سأذكـر الآن ولهذا سأتركها لأسئلة قادمـة.

حول الموقف الدولي نحن نعرف أن إسرائيل وصلت إلى درجة أصبحت فيها ملزمة أن تجيب على أسئلة كانت تحاول أن تتجنبها منذ فترة طويلة، ولهذا السبب نراهم قد ازدادوا ارتباكا سياسيا، ونحن نرى أن الولايات المتحدة أيضا وصلت إلى اللحظة التي عليها أن تقول بأن إسرائيل لا تريد أن تصل إلى حل سلمي، ولذلك هناك اضطرابا أمريكيا أيضا، وأنا أعتقد في هذه المرة أن الولايات المتحدة ستحاول أن تبحث على وسيلة لتلقي اللوم مرة أخرى على الشعب الفلسطيني، بدل من أن تلقيه على المذنب الحقيقي إسرائيل. كل ما نراه الآن ممكن أن يشير إلى ذلك، وهذا بسبب شكل التعاون القائم حاليا بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، هذا التعاون نحن قادرين على تغيره إذا استطعنا أن نغير ونؤثر على الرأي العام الإسرائيلي الذي أرى أنه الآن في ظروف تمكننا من تغييره إذا ععلنا بشكل سليم، إذا تناسقت خطواتنا العملية مع ظرفنا النظري.

 حول هذه العلاقة التي يجب أن نبنيها مع الإسرائيليين، بدأت في هذا العام بشكل مركز من خلال مظاهرة السلام المشتركة التي ظهرت في القدس -وكلنا رأينا كيف كانت ردة فعل السلطات الإسرائيلية، سلطات الاحتلال الغاضبة والحاقدة على هذا التحرك- تحركات كثيرة نقوم فيها في مختلف الأنحاء بالاتصالات الفردية والجماعية مع المجتمع الإسرائيلي، من المهم  أيضا ضرورة السرعة، سرعة التجاوب مع كل بارقة، مع كل تحرك إسرائيلي يقول أننا نريد السلام، أننا نريد أن يمنح الشعب الفلسطيني حقه في تقرير مصيره، حقه في إقامة دولته المستقلة، حقه في اختيار مستقبله. وأحد هذه الأمثلة التي تعبر عن هذا التغير في داخل المجتمع الإسرائيلي، هذا الموقف الذي أتخذه أحد الجرحى الإسرائيليين في حادث الحافلة، الذي قال بأنه بالرغم من أنه كان قبل الانتفاضة يدعم حقوق الشعب الفلسطيني، إلا أنه كان صامتا ومحتفظا بذلك لنفسه، أما الآن وبعد هذا الحادث فقرر أن يفعل وأن يعمل علنا وفي كل وقت، وبكل قدرته من أجل تحقيق هذا الهدف، لأنه ما من سبيل لامان كلا الشعبين إلا بإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه. أعتقد أننا مقبلين على مرحلة هامة جدا أساسها مدى قدرتنا على التعاون مع هذه الجهات الإسرائيلية من أجل تغيير الواقع الإسرائيلي القائم حاليـاً.

 

سؤال:   أستاذ فيصل تكلمت عن قضية الساحة العربية والساحة الفلسطينية والساحة العالمية والساحة الإسرائيلية، حبذا لو تسهب لنا أو تشرح لنا هل انتهت المعارك على الساحات الثلاث وما هي بالذات الخطة للعمل على الساحة الإسرائيلية. وهل هنالك دور للأخوة الفلسطينيين في الداخل فيهـا؟

أبو العبد: لا طبعا المعركة لم تنته على الساحات الثلاث، هي قائمة ليست على الساحات الثلاث، ولكن على الساحات الأربع كما ذكرت في البداية، لكن التركيز كان في السنة الأولى على الساحة الفلسطينية من أجل أن نخرج بمشروع، بتصور لما هو هذا الحل ونعرضه على الآخرين، نحن لا نستطيع أن نعرض على الآخرين حلا سياسيا إذا لم نكن نحن أيضاً نعرف هذا الحل وما هي أبعاده، وما هو سقفه، في السنة الأولى نعم عملنا بشكل رئيسي على الساحة الفلسطينية، في السنة الثانية عملنا رئيسيا على الساحة الدولية، لكن أيضاً عملنا على الساحة الفلسطينية، وأيضا على الساحة الإسرائيلية، الآن نعمل بشكل رئيس على الساحة الإسرائيلية، ولكننا لم نتوقف عن العمل على الساحة الفلسطينية والساحة الدولية والساحة العربية، إذا أخذنا موضوع الساحة الإسرائيلية: الساحة الإسرائيلية خلال الانتفاضة جرى عليها تغييرات، الساحة الإسرائيلية خلال الانتفاضة الآن مقسمة الرأي العام الإسرائيلي إلى معسكرين، معسكر أستطيع أن أقول أو أسميه تجاوزاً معسكر الحمائم ومعسكر الصقور، وأستطيع أن أقول أنه خلال هذه الفترة أن الحمائم ازدادوا وضوحاً باتجاههم الحمائمي إذا قلنا ذلك والصقور ازدادوا صقرنة وازدادوا تطرفاً في اتجاههم الآخر، ولكن كل الاستطلاعات تدل على أن هناك تحركاً متزايدا نحو القبول بالأطروحة أو المطلب الفلسطيني، مزيد من العمل على هذه الساحة من خلال إفهام وإيصال الرسالة الفلسطينية إلى كل فرد، ونحن نعرف تماماً أن أجهزة الإعلام الإسرائيلية الرسمية تحاول أن تشوش على هذه الرسالة، تحاول أن تضلل الشعب الإسرائيلي، لذلك نحن نعتمد على الاتصال المباشر، ونعتمد على عمل كل فرد فلسطيني وعلى المشروعات التي يمكن أن نعمل فيها من خلال فلسطينيين وإسرائيليين بشكل مشترك.

 

حول دور الفلسطينيين في داخل إسرائيل، دوركم أنتم، أنتم لكم دورا هاما جداً، نحن بالنسبة لنا تواجدنا هو تواجد محدود، نوعية العلاقة هي نوعية علاقة محدودة، قد تستمر لعدة من الساعات، قد تستمر لعدد من الأيام، ولكن باستمرار نحن بعيدين بشكل أو بآخر عن مراكز التجمعات الإسرائيلية في حين أنكم أنتم تعيشون في وسط هذه التجمعات بشكل أو بآخر، قدرتكم على طرح رسالة السلام الفلسطينية من الناحية النظرية، بمعنى التوضيح للإسرائيليين أن الانتفاضة هدفها ليس تدمير إسرائيل لكن إقامة دولة فلسطينية بجانب دولة إسرائيل، وكذلك من خلال تصرفاتكم العملية وخاصة من خلال دعم الانتفاضة دعماً سياسياً، دعما معنوياً، دعماً مالياً، ولكن أيضا ليس بصورة تؤدي إلى ازدياد المخاوف الإسرائيلية من قضية الحل الفلسطيني. أنتم تعرفون أن هناك محاولة من الإسرائيليين يطرحوها بين أوساطهم من قبل السلطة الإسرائيلية بأن الفلسطينيين لن يقبلوا بشيء إطلاقاً، هم يريدون فلسطين من النهر إلى البحر، ويضربوا مثالا على ذلك: "إذا أعطيتهم إصبعي فسيأكلون يدي وإذا أعطيتهم يدي فسيلتهمونني كلياً". طريقة العمل، طريقة النضال، يجب ألا توحي للإسرائيليين بأن هذا الشيء هو هدفا فلسطينياً حتى نستطيع أن نكسر حاجز الخوف الإسرائيلي، وحتى نستطيع أن نُسكت ذلك الصوت الذي يقيم كل سياسته بناءا على البقرة المقدسة بقرة الأمن. من هنا يأتي دوركم وأهمية هذا الدور والشكل الذي تناضلون فيه من أجل دعم الانتفاضـة.

أنا أقول لكم نحن قبل 67 وبعد عام 67 نظرنا إلى نضالكم، أعجبنا به درسناه احترمناه دعمناه ولكن لم ننسخه، ونحن نطلب منكم أن تحترموا تجربتنا، ادعموها أيدوها ولكن لا تنسخوها، لديكم هنا مهمة محددة ذات شقين، الشق الأول والأهم النضال من أجل نيل كافة حقوقكم في داخل الدولة الإسرائيلية، ما نسميه المساواة، يجب أن تحققوا هذا الشيء مهما بلغت التضحيات، ومهما بلغت محاولات التيئيس، يجب أن تفرضوا على هذا الحكم أن يعاملكم بشيء متساوي مع الآخرين، هذا من جانب، الجانب الآخر يجب أن تناضلوا من أجل أن تدعمونا في إقامة الدولة الفلسطينية، تدعمونا من أجل إنهاء الاحتلال، ولكن أن تجدوا وتروا دائما أن هناك خطا فاصلا بين هذا العمل وذاك العمل، ولا تسمحوا بتداخله حتى لا تحدثوا نوع من التشويش أو تسمحوا للسلطات الإسرائيلية بأن تشوش دوركم في أذهان الجماهير اليهودية بهذا الكلام.

سؤال:   السؤال الرئيسي الذي يطرح نفسه من خلال أقوال أبو العبد: حبذا لو وضح لنا إلى أي مدى طرحه العقلاني والمنطقي يعكس رأي الأخوة الفلسطينيين، وحبذا لو بشرنا إذا كان الشعب الفلسطيني قد انتهى من جبهة الرفض هذا الشق الأول للسؤال. والسؤال الثاني: ماذا للأخوة الفلسطينيين أن يقدموه من أجل كسر أطواق شامير ومطوقي شامير وتنفيس عملية الجمود في المسيرة السلمية؟

أحب أن أضيف على السؤال الأول: تتكلمون عن صقور وحمائم ولكن في نسبة كبيرة من اليهود بين الصقور والحمائم موجودين على الجدار هل هنالك خطـة إعلاميـة خاصة بالنسبة لهم؟

 

أبو العبد: أبدأ بالإجابة على السؤال الأخير ثم أعود للسؤال الأول: طبعا عندما أقول أنا صقور وحمائم هنالك بالتصور العام دائما يوجد الإنسان العادي الذي يهتم فقط بمسيرة حياته اليومية، مثلا يقرأ في الجريدة في الصفحة الأولىالتي  لا تهمه كثيرا ويمكن أن تهمه الصفحة الثانية، أو الصفحة الأدبية او صفحة الأحداث الداخلية، مثلا جريمة جرت ممكن أن تجذب نظره أكثر من التغير، ما حصل للرياضة، أشياء من هذا النوع، هذا الإنسان رغم من أن اهتمامه ضئيل لهذه الأشياء لكن هو عدده كبير ويستطيع أن يشكل أيضا بيضة القبان (التوازن) هو الذي يغير التوازن، قطعا نحن مهتمين بهذا الجانب ونحن نحاول خلال هذا العام أن نذهب أكثر وأن نفعل أكثر فيما يُسمى في إسرائيل أحياء الفقر أو الحي الهامشي في إسرائيل، الأحياء الفقيرة، هذه بدأنا فيها ونريد أن نستمر في هذا الاتصال، بالمناسبة هو ليس شيء سهل لأن أشخاص في واقع حياتهم الاجتماعية واحتياجاتهم المادية الحقيقية هم يجب أن يأتوا إلى صفنا ولكنهم من الناحية النظرية هم يقفوا ضمنا على طول الخط لكن من خلال بداية اللقاءات معهم نحن نرى أنه بالامكان إيجاد تغييرات هناك.

حول السؤال الأول: ما نتحدث عنه هو الذي يشكل غالبية التوجه الفلسطيني، ليس كل الفلسطينيين موافقين على ما أقول ولكن أستطيع أن أقول أن الأغلبية موافقة.

حول من لا يوافق على هذا الشيء من حقه ألا يوافق على هذا الشيء، نحن شعب ديمقراطي، وإذا أقمنا دولتنا يجب أن تكون دولة ديمقراطية وبالتالي نحن لا نريد أن نصل إلى حد نجد فيه أن الشعب الفلسطيني 100% كله يسير في اتجاه واحد أنه وقتها سوف يكون هناك خطأ، وإما أننا وضعنا الناس في قوالب وهذا لا يتماشى، وإما يوجد هناك إذاعة هي الوحيدة المسموعة، ونحن لا نسمح لشعبنا بسماع إذاعة ثانية ولا يسمع رأي ثاني من أجل ذلك هو يسير وراءنا، ويوم نريد أن يسمع صوت آخر سوف يتغير، إذا نحن نريد جو ديمقراطي كالجو الموجود هنا، الآن هناك من يوافق على هذا الرأي وهو الأغلبية، هناك قوى أخرى أقل عددا منها من يعارض هذا الرأي بطريقة سياسية سلمية طبيعية دون محاولة التجريح أو الخروج عن المنطق السليم، وهناك قوى ولكنها هامشية وضئيلة جدا التي تحاول أن تخرج عن كل هذا الجو الفلسطيني السياسي الديمقراطي ولكن مع ذلك نحن يهمنا أن تكون كل هذه الأطراف موجودة بما في ذلك جبهة الرفض لأنها ستعطي لعدد من الفلسطينيين الذين لا يريدوا ولا يوافقوا على كل هذه الحدود، أن تعطيهم مجالا معينا يعملوا سياسياً بدلا من أن تتفجر معارضتهم بطريقة مختلفة قد تؤذي أفراد هذا الشعب وقد تؤذي المسيرة المستقبلية لشعبنا، لكن أستطيع أن أقول أن الغالبية هي مع هذا الحل على الأقل في مرحلته الأولى، يعني هنا تقول نحن لا نريد الاحتلال ونريد أن نصل إلى دولة فلسطينية، هناك من يقول أنا أريدها رأسمالية وآخر يقول أريدها اشتراكية، هناك من يقول لا نحن نريدها دولة علمانية وهناك من يقول أننا نريدها دولة إسلامية، وقت الخلاف على هذه الأشياء كلها ليس الآن، نستطيع بعد إقامة الدولة أن نتحدث في ذلك أن نختلف في ذلك ولكن الآن ولله الحمد كافة القوى باختلاف توجهاتها هي سائرة في هذه المعركة من أجل إنهاء الاحتلال مع وجود أغلبية تؤيد المنطق الذي ذكرته أنا،

 

 

مادة غير مسجلة ..... من قبل الجهة المسؤولة من الشعب الفلسطيني، منظمة التحرير الفلسطينية وإذا لم يكن ذلك واضحا فلا داعي لكل هذا الشيء لأنه عندها سنعرف أنهم لا يريدون أن نعبر عن رأينا نحن بل يريدون أن نعبر عن رأي الآخريـن.

يقولون يا أخي شُكل وفد تضع أسماؤه المنظمة وترتبه المنظمة، دون أن تقول: أعطوه لمصر وتقول مصر، ولكن مع من نتعامل نحن، مع أولاد صغار، لكن هذه جهة أخرى دولة قائمة عندها برلمانها وعندها حكومتها وعندها مخابراتها وعندها سياسيها، هل نقبل نحن على أنفسنا أن ندخل في مفاوضات معهم وندعي أن هذا الوفد ليس فلسطيني مع أنه في الحقيقية فلسطيني، إذا لم نكن نريد أن نحترم أنفسنا فعلى الأقل دعونا نحترم الطرف الآخر، ونقول له أننا لا نضحك عليك ولا نخدعك، إما تقبلنا كما نحن وإما بعد سنتين سوف تقبله أو سنة، لكن إطلاقا لا يجوز بأي حال من الأحوال أن نسير بهذه الطريقة التي نعطي أنفسنا الحق بأن نخدع الآخرين أو نعطي للآخرين الحق بأن يجعلونا نخدع أنفسنا. هذا الموضوع لا أتصور أن يكون عليه مساومة أو مناقشة، الوفد هو وفد فلسطيني، الوفد تشكله منظمة التحرير الفلسطينية، ولا يمكن أن يقبل لا فيتو ولا وساطات ولا تصور آخر، إذا دخلنا على غرفة مفاوضات وبشكل متساوي مثلنا مثل الوفود الباقية، أو ليؤجل كل هذا الحديث إلى فترة أخرى نستطيع أن نكون أقدر على ... أنفسنـا.

 

سؤال: لماذا لا يكون الوفد بشكل آخر أيضا ليس من الأخوة في الداخل في فلسطين وليس من المبعدين فقط وإنما أيضا من القيادة؟

أبو العبد: الوفد تشكله منظمة التحرير الفلسطينية، وهي تشكله بالشكل الذي تراه مناسبا، تشكله من كفاءات كلها من الخارج، نصفها من الخارج، ثلثها من الخارج، ربعها من الداخل، هذا شأن فلسطيني محض، نحن نبنيه على أساس المصلحة الفلسطينية وليس على أساس آخر، أما أن يُفرض علينا شيء معين فنحن نرفض هذا المنطق وهذا التصور، الوفد الفلسطيني والمنظمة تشكله بالشكل الذي تريده، نحن لم نسأل ولم نفرض ولم نعترض ولم ننوي أن نعترض على طبيعة تشكيل الوفد الإسرائيلي، ولا الوفد المصري، ولا الوفد الأمريكي، وليس لأحد أن يعترض على طبيعة تشكيل وفدنـا نحـن.

 

سؤال:  الذي أتصوره مخاوف الشعب الإسرائيلي، المعروف عبر التاريخ أن الشعب اليهودي هو شعب شكاك، ظنان، ولا يصدق في الواقع وفي الأمور الواقعية، الشعب الإسرائيلي يدعي أنه في حالة قيام دولة فلسطينية بجانب دولة إسرائيل ستكون بمثابة حربه وخنجر في قلب دولة إسرائيل، ماذا يقول الأخ أبو العبد للشعب اليهودي؟

 

أبو العبد: الجواب على هذا الموضوع بكل بساطة بأنه على عكس ما يعتقدون فوجودهم وبقاءهم في هذه المنطقة هو مرهون بالقبول الفلسطيني، الدولة الفلسطينية هي التي تستطيع أن تهيأ إمكانية أن يبدأ التعامل معهم بشكل سليم، أن يبدأوا التعامل مع الآخرين بشكل سليم، أن يبدأوا ويتخلصوا من العقدة الأساسية اليهودية عقدة الجيتو، ما داموا هم يتعاملون معنا بهذا الشكل سيبقوا محاصرين وسيبقوا يحيوا داخل الجيتو الصغير في أوروبا إلى الجيتو الأكبر حجما هنا، إذا أرادوا أن يعيشوا كما تعيش الشعوب الأخرى، يجب أن يحلوا هذه المشكلة، وعندها ستفتح أمامهم أبواب ليعيشوا حياة طبيعية مثل الشعوب الأخرى، وإلا فمستقبلهم أن يبقوا في هذا الحصار في هذا الجيتو في هذه العداءات في هذا الخوف الذي لا نهاية له.

 

سؤال:  مع الأخذ بعين الاعتبار بالتصريح الذي كان للرئيس ياسر عرفات قبل مدة على التلفزيون، من طرف واحد عرض الخسائر اليومية التي تحصل على أرض الضفة والقطاع ومن طرف ثاني قال، إن قيام الدولة الفلسطينية على مرمى حجر؟  هل الأخ فيصل الحسيني والأخوة أعضاء الكنيست بمقدورهم أن يحددوا فترة زمنية لقيام الدولة الفلسطينية من خلال تجاربهم اليومية ومن خلال معاملتهم مع السلطة مباشرة؟

 

أبو العبد:       قبل حوالي 32 سنة كنت في بغداد ووصلت إلى منطقة تسمى قريبة ورأيت هناك يافطة مكتوب عليها جسر ديالا يمر على نهر يسمى نهر ديالا، فسألت بدوي كان ماراً من هناك أين جسر ديالا؟ قال مجراط هالعصا، ومشيت ووصلت على مجراط العصا ولكن بعد خمس ساعات، الساعة 12 ضُربت ضربت شمس لكن وصلت، الموضوع نسبي وصلت، تعبت لكن وصلت، يمكن لو قال لي من الأول (هو...هو) بعيدة لادرت ظهري وذهبت، ولكن قال لي مجراط هالعصا. نعم مجراط هالعصا ورميت حجر تعني أنه ممكن أن نصل، أنا أقول أننا اليوم أقرب من أي وقت مضى من أجل تحقيق الدولة الفلسطينية لكننا بنفس الوقت دخلنا في أصعب مراحلها، المرحلة التي يوجد فيها معركة الارادات، معركة الثبات، معركة الصمود الحقيقي، كل يوم سوف يمر سوف يكون أصعب من الذي سبقه، كل يوم  يمر سوف يكون أكثر مرارة من اليوم الذي سبقه، لكن كل يوم يمر ملامح الدولة الفلسطينية ستكون أكثر وضوحاً لدينا، إذا سألتوني عن مجراط هالعصا أنا أتنبأ الآن ولكن لا تحاسبوني عليه كثيرا، أنا عندي الشعور والإحساس الكافي بأن سنة ،1995 أنا سأكون أحمل جواز سفر فلسطيني صادر عن الدولة الفلسطينية وعاصمتها القـدس.

سـؤال:  تعقيباً على السؤال الأخير أحب أن أضيف شيئا بسيطا أنه مسافة الألف ميل تبدأ بخطوة، بقدر ما يزرع الأخوان سوف يحصدون، الاحتلال العثماني استمر (400) سنة، بريطانيا لم تكن الشمس تغيب عن مستعمراتها وهلما جرا، قامت الانتفاضة كثورة على الممارسات الإحتلالية الإجرامية كثورة على الزعامات التقليدية في المجتمع العربي، كثورة على النظام التقليدي في النظام العائلي، النظام الطائفي إلى أخره، باختصار شديد فبقدر ما هي ثورة على التقاليد الاجتماعية، هي ثورة على السياسيين بنفس المقياس، الشعب يقدم كل هذه التضحيات الجسام وهنا الحرية الغالية بدون شك سوف يقيم دولته الفلسطينية الآتية حتما رغم أنف المحتلين، ولكن يوجد بعض التساؤلات: هناك كأي ثورة سابقة يتخللها بعض الأشياء السلبية كما نسمع ونقرأ يوجد بها بعض السلبيات مثل: 1) عمليات الاغتيال الفردية وانعكاسها السلبي على الجميع. 2) عدم المقدرة على العصيان المدني لأنه لا يوجد ظروف موضوعية، وجود حركات اجتماعية واسعة سياسية مثلا مثل حركة حماس، مثل جبهة الرفض الغير منخرطين تحت وضمن لواء القيادة الموحدة للانتفاضة، كل هذه الأمور أحب أن أستفسر ما مدى خطورتها على المسيرة إلى الأمام من جهة ومن جهة ثانية ما هي قدرة القيادة الوطنية الموحدة للخروج من هذا الوضـع؟

 

سؤال أخير: معروف أن الصراع الحقيقي هو على السلطة الوطنية الحقيقية على أرض الواقع مثل ما نسمع بالليل ومن الصباح حتى المساء أن إسرائيل تحكم بواسطة القوة العسكرية الهمجية ومنذ غروب الشمس حتى الصباح يكون الحكم الحقيقي والواقعي في الأراضي لدولة فلسطينية محررة فما هو الوضع بالضبط لهذه القضية؟ وشكـراً.

أبو العبد:       بخصوص موضوع أن هناك سلبيات أحد الأشياء التي جاوبت عليها أن العصيان المدني بحاجة إلى ظروف موضوعية صحيح، العصيان المدني هو بحاجة إلى ظروف موضوعية حتى يتم، ولكن إلى أن نأتي ونحقق هذه الظروف الموضوعية يجب أن نبقي هذا الشيء في ضمير وذاكرة الشعب من أجل تنفيذه في اللحظة المناسبة، نحن نتحدث عن العصيان المدني ولكن لا نفكر بأنه سيكون غداً.

بخصوص قضية الاغتيالات كأي شعب آخر هناك بعض الخلافات الفردية هنا وهناك، بعض الشجار والذي ينتج عنه القتل، وهو نسبته انخفضت خلال فترة الانتفاضة، كثير من الخلافات وضعت جانبا، وعمليات القتل التي تجري هي أكثر مما كانت في السابق.

أما فيما يتعلق بموضوع العملاء: أنتم تعرفون أنه في عام 36، 37، 39 نحن خضنا تجربة مريرة، بدأت الثورة سارت ثم بدأت السلطات تشكل وتُجند بعض العملاء، بدأت معاقبة هؤلاء العملاء، دخل على الموضوع ظروف سياسية أخرى، ظروف عشائرية، ظروف فردية، ظروف شخصية، ضاعت فيها الطاسة، كما يقولون، واختلط الحابل بالنابل، ووصلنا إلى وضع لم نعد نعرف ماذا نريد أن نعمل، الثورة الفلسطينية بعد عام 1967 اتخذت قرار بألا يتكرر هذا الشيء، ولذلك كانت عملية تصفية العملاء لا تتم كما كانوا يقولون إلا بالدم، العميل الذي قتل ثائر كان يُقتل عدا عن ذلك عقوبته شيء آخر، هذا الوضع استمر مع بداية الانتفاضة، وبداية الانتفاضة وفي السنة الأول الانتفاضة لم تعمل على القتل ولكن عملت على التنظيم، على التطهير، تعلن أيام ولا زالت حتى اليوم تعلن أيام أنها أيام الطهارة الوطنية يقف فيها العميل يُعطى الفرصة أن يقف ليتوب، يعتذر لأبناء شعبه ليُعلن عن عودته وارتداده عما عمل، وعندها سيستقبله أبناء شعبنه كأنه مولود جديد وفي أكثر من مكان استقبلوه كالعريس، كان يُجرى عرس واحتفال لهذا الإنسان ويقبل في أوساط شعبه، استمر هذا الوضع طوال السنة الأولى حتى الربع الثاني من السنة الثانية عندما بدأت إسرائيل تقوم بما يلي:

أولا العملاء الذين رفضوا أن يتراجعوا وأصروا على الإنكار أو الاستمرار بالعمل أهالي القرى أو المدن طردوهم من قراهم، قامت إسرائيل بتجميع هؤلاء المطرودين دربتهم سلحتهم وبدأت تدخلهم بالقوة على قراهم أو على قرى أخرى ليمارسوا أعمال اضطهاد وبطش لأبناء شعبهم، في بعض المناطق كان العميل يقتل أو يُسير للجيش باسم شخص معين يُقتل في حالة من الحالات تقدم هذا العميل ليضع قدمه على رقبة الإنسان الشهيد، ويقول أمام الناس هذا هو مصير كل من يتحداني، وقام الجيش بوضع هذه الجثة جثة الشهيد على سيارة (الكومنا دكار) وداروا فيها في أنحاء رام الله والبيرة ليعلنوا للجميع أن من يتعرض للعميل هذا هو مصيره.

الخطوة الثانية التي اتخذتها إسرائيل أنها بدأت بسياسة جديدة تجاه المطاردين لم يعد هدف الجيش اعتقال المطارد وإنما قتله، مظاهرة، شاب مطارد يمشي على الرصيف بجانب المظاهرة ولم يكن يشارك بها، من ضمن كل من يمشي بالمظاهرة يقتل على الرصيف لأنه معلم ومستهدف. جرت عمليات كثيرة في الفترة الأخيرة، المقتولين فيها هم عناصر نشيطة، عناصر مطلوبة، عناصر مطاردة، أصبح في ذهن الفلسطيني في ذهن أبناء القرى والمدن البسطاء، أصبح التفكير لا يكفي أن أطرد العميل لأنه سيعود إلينا مسلحاً، ولا يكفي أن أعاقبه لأنه يسبب سجن أحدهم أو الأضرار بالمجتمع، ولكن هذا الإنسان يسبب قتل الآخرين، ومن هنا بدأت عمليات التصفية في كثير من المناطق.

الآن مدى عدالة هذه العملية هل هناك محكمة؟ هل كل من قتل كان عميلا؟

 

في تجارب الشعوب كلها ذهب أبرياء، نحن لا نريد أن يسقط أبرياء ولكن هذا الشعب عندما ترى قرية معينة شيء أمامها وتقتنع به، والله لا يوجد أحد يستطيع أن يقنع جموع هذه القرية عكس ذلك، خليكم لطفاء، مهذبين، ظراف، خليكم أبناء القرن العشرين، الموضوع هذا لا يمشي عندنا (أهل مكة أدرى بشعابها) وتبدأ العمليات، قطعا سيكون سقط أبرياء نحن لا نريد ولا نحب ولا اعتقد أن فلسطيني يريد أن يرى فلسطيني مقتول، نحن نريد أن  يعيش الفلسطينيين بحرية وكرامة ولكن في نفس الوقت لا نريد عملاء، وكل إنسان يحاول أن يصلح هذا العميل وإذا لم يُصلح فيريد أن يذهب بعيدا عنه، أما إذا لم يذهب بعيدا عنه وعاد فمسؤولية ازهاق حياته لا يتحملها الفرد الفلسطيني، ولكن تتحملها الجهة التي أرسلت هذا الإنسان والتي فرضت هذا الإنسان على شعبه. نحن نسأل الإسرائيليين والأوروبيين الذين عايشوا الاحتلال في أوروبا ماذا كان تصرف شعوب أوروبا تجاه العملاء الذين تعاملوا مع الاحتلال الألماني؟ فقط لنرى ما هو موقفهم؟ ولنسأل الإسرائيليين أنفسهم هناك في تعبير (شتنغر) ماذا كان مصيرهم في تلك السنوات؟

 

نحن مثل كل الشعوب واجهنا الاحتلال وواجهنا موضوع الاحتلال وكما تعاملت معه شعوب أخرى حاولنا أن نتعامل معهم بطريقة حضارية أكثر. موضوع آخر ليس من العدل أن نقول بأن الفلسطينيين خلال الانتفاضة ستة أشهر من الانتفاضة قتلوا (120) عميل، لا هم خلال 22 سنة من الاحتلال قتلوا (150) عميل، عملاء كانوا من يوم الاحتلال حتى اليوم وهم يتجولون يتعاملوا بكل وقاحة وبكل حرية عاشوا بهذا الشكل، اليوم بدأت الجماهير بمحاسبة هؤلاء وفتح ملفاتهم وإغلاق تلك الملفات القديمة، لو كنا في مرحلة سلطة الانتفاضة فيها أكبر وأقوى حتى هؤلاء يوجد لهم حـل، لكن نحن لم نصل إلى مرحلة أن سلطة الانتفاضة فيها من القوة بحيث تستطيع أن تطلق سطوتها كما تريد ولكن قطعا عندما نصل إلى تلك المرحلة حتى هؤلاء العملاء سيكون حسابهم ليس عن طريق القتل ولكن عن طرق أخرى، نحن واثقون أننا نستطيع أن نعاقبهم.

حول الموضوع الثالث، الظواهر التي نراها ليست سلبية، وجود القيادة الوطنية الموحدة، وجود حماس، وجود جبهة الرفض ليس سلبيا، لأن الجميع الآن لهم هدف واحد هو التخلص من الاحتلال، صحيح هناك بيان يصدر عن القيادة الوطنية الموحدة، وبيان يصدر عن حماس، نادرا ما نرى أن هناك تضاربا بين هذه البيانات، وإذا كان هناك تضارب فهو تضارب غير مقصود، ونحن نرى أننا سائرين في طريق إلى مزيد من التفاهم ومزيد من التنسيق بين القيادة الوطنية الموحدة وبين حماس. أنا أرى أن القوى التي تعمل ضمن الانتفاضة هي قوى تمثل المجتمع الفلسطيني، تمثل شرائح الشعب الفلسطيني، وبالتالي لا نستطيع أن نقتصر الانتفاضة ونقول أنها ملك للذين لديهم تفكير علماني، الانتفاضة أيضا هي جزء من ضمير الذين لديهم فكر ديني، الانتفاضة أيضا حتى هي جزء من ضمير هؤلاء الفلسطينيين الذين غير مقتنعين حتى الآن بالطرح السياسي الفلسطيني القائم حالياً، لكن كانتفاضة هم يروها أنها جزء في أعماق ضميرهم وأنها هي أيضا انتفاضتهم هم، عرفت الانتفاضة أنها قادمة على أن تجرى تحت لوائها وفي صفوفها كل هذه الاتجاهات كل هذه الشرائح، هذا هو الذي يعطينا النصر، في اللحظة التي نحاول فيها أن نقول أن الانتفاضة ملك للعلمانيين أو الانتفاضة هي ملك للمتدينين عندها سنواجه فعلا خطر أن ندخل في مرحلة الدين، نحن نعمل جميعا بخط واحد كشعب فلسطيني وعندما تقوم الدولة الفلسطينية إن شاء الله عندها نستطيع ومن خلال العمل الديمقراطي والحر السليم أن نحدد ما هو شكل المجتمع الذي نريد أن نعيشه.

 

سؤال:  الأحداث الأخيرة في العالم الاشتراكي كما يسمى والبعض يُسميه ثورة التحرير في الدول الأوروبية والاتحاد السوفييتي مدى تأثيرها على الانتفاضة والهجرة المقبلة من يهود الـدول الاشتراكية إلى إسرائـيل بأي مدى ستعجل قيامه الدولة الفلسطينية أو تؤخر قيام الدولة الفلسطينية؟

 

أبو العبد: نحن نعرف أن التطورات والتغيرات التي تجري في أوروبا الشرقية تجري في الاتحاد السوفييتي هي بالدرجة الأولى بسبب الأوضاع الاقتصادية التي مرت بهذه الدول، هي أيضا بسبب التطور التكنولوجي الهائل، بسبب قوة الإعلام وقوة المعرفة فيما يجري خارج الحدود التي تعيش فيها هذه الشعوب، هذه التغيرات لا شك أنها تغيرات هامة ولا شك أنها قامت في تلك الدول بقناعة من زعامات هذه الدول ومن شعوبها بأنه هذا هو الطريق الأفضل من أجل هذه الشعوب وبالتالي ليس لنا إلا أن ندعم هذا القرار لتلك الشعوب وأن نتعامل معه من هذا المنظور وأن نحاول أن نحلل وأن نجد ما هي إمكانية الإفادة أو الضرر من مثل هذا التحرك. قطعا بالنسبة لنا القضية الأساسية هي قضية الهجرة الآن، الموقف السياسي لم يتغير في هذه الدول ولكن قضية الهجرة، قضية الهجرة نحن نعرف أن الهجرة تتم وكانت تتم بالسباق بسبب الأوضاع الاقتصادية، أنا لست خائف من هذه الهجرة، فمن يريد أن يخرج من أوروبا الشرقية أو يريد أن يخرج من الاتحاد السوفييتي من أجل أن يبني لنفسه مجتمع، مشروع مادي خاص به فمكانه ليس إسرائيل، والمكان الذي يستطيع أن يحقق فيه هذه الأشياء هو في أوروبا، هو في الولايات المتحدة وفي أماكن أخرى. مع التغيرات الحديثة حتى في أوروبا الشرقية، حتى في الاتحاد السوفييتي، هذه الفرصة أصبحت متاحة وفي تزايد وإنما ستكون في تقلص لأنه جزء لن يحاول أن يغادر والجزء الباقي إذا غادر، فالسياسة الجديدة جعلتهـم يقيمـوا في هذه البلاد لأنهم سيجدون أن الحياة هناك أفضل من الحيـاة التي يعيشونها هنا.

 

الخطر الوحيد الذي يمكن أن يواجهنا إذا بدأت في أوروبا الشرقية أو في الاتحاد السوفييتي وبسبب صحوة القوميات هناك نوع من التمييز القومي يؤدي إلى نظرة خاصة ومختلفة بالنسبة لليهود، ينتج عن هذا التعامل الخاص انه يُعطي الفرصة لكثير من القوى بأن تخلق أجواء كما يسموها لا سامية، أجواء معادية لليهود وبالتالي تصبح الهجرة من هناك ليست قائمة بسبب أوضاع اقتصادية ولكن قائمة بسبب ضغوط وتمييز قومي وعندها هنا يكمن الخطر، وهنا من الممكن أن يختار المهاجر ليس أي دولة أخرى لأنه لا يبحث عن الاقتصاد وإنما سيبحث عن مكان يشعر فيه أنه يعيش ضمن اليهود وعندها سيأتي إلى إسرائيل.

أحد الأشياء التي يجب أن نعمل عليها دبلوماسيا الآن شيئان وهما شيئان تحت شعار عدم التمييز: الأول أن نعمل على أن لا تخرج أي موجة لا سامية أو موجة مُعادية لليهود في دول أوروبا الشرقية وفي الاتحاد السوفييتي، هذا المطلب أو العمل التي يجب أن نعمل عليه دبلوماسياً، اما العمل الثاني فهو ضرورة التعامل مع اليهود الذين يريدوا أن يهاجروا من الاتحاد السوفييتي مثل أي إنسان آخر وليس معاملة مميزة بحيث أنهم يجبروا أن يركبوا الطائرة مباشرة إلى إسرائيل، ولكن يجب أن يخير اليهودي كما يُخير أي إنسان آخر بأن يذهب إلى أي مكان يريد، وعلينا بهذا المجال أن نضغط على الولايات المتحدة وعلى أوروبا أن تفتح أبواب الهجرة لليهود السوفييت وليس مقابل يهود السوفييت بأي شخص يريد أن يهاجر إلى هذه المناطق وأن لا تغلق أبواب الهجرة أمامه حتى يضطروا إلى أن يهاجروا إلى إسرائيل، هذين الخطين الذي يجب أن نعمل ونضغط من أجل الوصول إليهم، ونستطيع أن نطرح هذا الشيء تحت شعار نحن نرفض عمليات التمييز سواء كانت ضد الفلسطينيين أو ضد اليهود.

أستطيع أن أقول مرة أخرى أن الانتفاضة هي نتيجة تراكمات نضالية طويلة أدت إلى تفجيرها في يوم 9/12/1987. سبب هذه الانتفاضة بهذا الشكل تحركات أخرى.

أذكر أنه في شهر نيسان من نفس السنة بين 1 إلى حوالي 16 نيسان أو 15 نيسان من عام 1967 كان يوجد هناك انتفاضة صغيرة نسميها نحن بروفة الانتفاضة، عندما بدأ تحرك الشعب الفلسطيني في عدد كبير من المدن ولكن تركز بشكل أساسي في منطقة القدس، والذي قاده بشكل رئيسي أنه صدر بيان حدد فيه مهمات الشعب الفلسطيني خلال (13) يوم، نزل بيان حدد للفلسطينيين باليوم الفلاني مظاهرة بالساعة كذا، اعتصام بالساعة كذا، التوجه نحو الصليب الأحمر باليوم كذا، التوجه نحو القنصلية الأمريكية إلى أخره، وكان المحرك له إضراب السجون في الداخل، مع انتهاء إضراب السجون انتهت هذه الانتفاضة القصيرة.

الوضع عندنا هو  مثل الإنسان الذي يزرع زرعا ويسقيه ويعطيه، وواثق أن الثمرة ستنضج وستخرج، ولكن متى هو لا يعرف، هذا الوضع الذي حصل معنا أنه الأعداد كل القوى الفلسطينية، منظمة التحرير الفلسطينية تفعل كل يوم من أجل الوصول إلى هذه اللحظة سقاية هذه الشجرة، تنميتها، لكن الثمرة لم يحدد لها أحد يوم وتاريخ 9/12/1987، لكن عندما أثمرت الثمرة يوم 9/12 استطعنا أن نرعاها، استطعنا أن نحافظ عليها، لأنه لو لم يكن موجود شيء اسمه منظمة التحرير الفلسطينية لكانت انتفاضة منها الانتفاضة التي يمكن أن تستمر أسبوع أو أسبوعين أو ثلاثة ثم تخفت مرة واحدة.

التصنيع بالاعتماد على الصناعات الداخلية من محاولة انتفاضة أو نقول انتفاضة صناعة، لكن بنفس الوقت نحن نطرح شعار تنمية الصناعة، نطرح شعار الاعتماد على الصناعة الذاتية، ونحن الآن نطرح شعارا آخر الذي يتناقض معه لكن ضروري والذي هو شعار العصيان المدني، عدم دفع الضرائب مقاطعة سلطات الاحتلال بمعنى من أجل تحقيق العصيان المدني الذي يمكن أن يقود إلى دولة فلسطينية يجب أن يقاطعوا الضرائب يجب أن لا أتعامل مع سلطات الاحتلال ولا مع سلطات الجمارك ولا غيرها، نحن بلاد لا يوجد فيها موارد محلية طبيعية، أريد أن أعمل صناعة أو أحضر من إسرائيل موادها الأولية أو أحضرها من الخارج، إسرائيل تستورد إذا أن أستورد أنا أيضاً، وحتى استورد أريد رخصة، وحتى أخذ رخصة يجب أن أكون دافع الضرائب كاملة، وإذا لم أدفع الضرائب لا أخذ رخصة وإذا لم أخذ رخصة لا أستطيع الاستيراد. أصبح يوجد عندنا نوع من التناقض بين هدفين وهدفين مهمين، أنا لا أستطيع أن أدخل دولة فلسطينية ولا يوجد عندي تصنيع، وفي نفس الوقت أنا لا أستطيع أن أؤثر على الاقتصاد الإسرائيلي إذا لا يوجد عندي تصنيع، وبنفس الوقت أن أحقق هذه الثورة الحقيقية بدون رأس من المال، لهذا السبب الجاري هو كما يلي:

اتخذ قرار بأنه للضرورة أحكاما ولكل قاعدة شواذ، المصانع الكبيرة التي تضم أعداد كبيرة من العمال وإنتاجها ضروري لكل إنسان عليها أن تستمر بالعمل وأن تكافح من أجل البقاء حتى ولو دفعت الضرائب، أعطي التمييز أيضا بموضوع الدوام أنا لا أستطيع أن أقول أن الدوام عندي من 9 – 12 وأجبر المصنع على الدوام من 9 -12 وأقول له أنت لا تغطي حاجة الناس. إذاً لا، أُعطي للمصنع أن يُداوم (24) ساعة حتى يستطيع أن يُغطي إنتاجه، وهنا أقول أن هذا ليس تناقضا مع بعضه ولكن هذا اسمه ظلماً، الآن التوجه نحو التصنيع ..... (غير مكتمل)

 

انتهى