نظمت مؤسسة فيصل الحسيني اليوم جولة لمجموعة من المسؤولين في قطاع التعليم والتنمية الاجتماعية والممولين وأهالي الطلبة والمعلمين/ات، في عدد من مدارس القدس، تزامناً مع اختتام مشروعها تطوير البنية التحتية لمدارس القدس، والذي جاء بتمويل من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي ضمن منحة بإشراف مؤسسة التعاون.
وتضمنت الجولة كلاً من مدرسة جيل الأمل في بلدة العيزرية، ومدرسة نور القدس في رأس العامود، ومدرسة الأميرة بسمة الثانوية الدامجة في الطور، بهدف الاطلاع على الإنجازات التي تمت خلال المشروع من إعادة تأهيل البنى التحتية وتجهيز المدارس بما يلزم من غرف صفية جديدة ومرافق علمية وصحية، وأثاث وأجهزة متنوعة.
وانتهت الجولات بحفل أقيم في مؤسسة الأميرة بسمة في جبل الزيتون في القدس، كان فيصل الحسيني حاضرا فيه بصوره، بأقواله، بأعماله، وفي أذهان الحضور بعلاقته المتينة مع طواقم المدارس وطلبتها، الذين رافقوه في الميدان دفاعا عن القدس ورافقهم في ميدانهم دفاعا عن الحق والوجود الفلسطيني.
وحول هذا المشروع تقول مديرة مدرسة جيل الأمل في بلدة العيزرية رنا فرعون " كان لهذا المشروع أثر كبير في تحسين البيئة المدرسية للطلبة والمعلمين/ات على حد سواء، وذلك من خلال بناء طابق إضافيّ وزيادة عدد الغرف الصفية، هذا بالإضافة إلى توفير غرف صفية لطلبة يواجهون صعوبات في التعلم، وتزويد كل الغرف الصفية بألواح تفاعلية تسهّل عمل المعلمين/ات في شرح الدروس، عدا عن إنشاء مكتبة في الطابق الجديد."
وفي ظل افتقار القدس لعدد كاف من المدارس، ونقص بعض الجوانب الأساسية لمقومات تعليم ذو جودة، قال رئيس مجلس إدارة مؤسسة فيصل الحسيني "إن تنفيذ مثل هذه المشاريع في مدينة القدس من شأنها أن تساهم أولا في تثبيت الفلسطينيين في مدينتهم، وشراء زمن فيها، إضافة إلى أنها تشكل قاعدة أساسية لتمكين الطلبة من تحقيق تعلم ذو جودة، وتأتي لتكمل برامج المؤسسة الشمولية في المدارس الهادفة إلى بناء نموذج مدرسي قادر على تطوير جيل مؤهل لإحراز تغيير على صعيد العلوم الطبيعية والانسانية والتكنولوجيا، وقادر على بناء دولة قائمة على قيم الديمقراطية والمساواة والعدالة".
وتضيف مديرة "التعاون" د. تفيدة الجرباوي أن التعاون قد ساهمت على مر السنوات الماضية بدعم ما يزيد عن 100 مدرسة و100 روضة أطفال في مجالات عدة شملت البنية التحتية وإعداد وتدريب المعلمين والمعلمات وإثراء المنهاج، والأنشطة المرافقة للمنهاج والابتعاث الجامعي والعلمي. واستثمرت "التعاون" في السنوات السبع الماضية ما يقارب من 45 مليون دولار أمريكي في دعم قطاع التعليم الفلسطيني في مدينة القدس ، كما افادت د. تفيدة الجرباوي بأن المشروع المذكور قد تم بدعم سخي من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي وبقيمة تقارب 2 مليون دولار امريكي وان التعاون ما زالت تعمل على استكمال مشاريع تخدم قطاع التعليم بقيمة 10 مليون دولار أخرى.
ويأتي هذا المشروع في ظل الهجمة المستمرة على مدينة القدس، وفي هذا الإطار تحدث غبطة رئيس الأساقفة سهيل دواني، حول أهمية هذه المشاريع التعليمية ودعمها للمدارس ومن بينها مدرسة الأميرة بسمة الدامجة التابعة للمطرانية، والتي تهدف من خلال مؤسساتها إلى الحفاظ على النسيج الإسلامي المسيحي الوحداوي في مدينة القدس.
كما تحدثت خلال الجولة في مدرسة نور القدس السيدة ديمة السمان رئيسة وحدة شؤون القدس في وزارة التربية والتعليم، معبرة عن أهمية الاستمرار في مثل هذه المشاريع وخاصة المشاريع الشاملة التي تحتاجها مدينة القدس، والتي تأتي في صلب خدمة الأطفال.
فيما عبر الطالب يوسف دعدوع من مدرسة نور القدس عن الحاجة التي كانت تعاني منها مدرسته قائلا " كانت تفتقر المدرسة لوجود مكتبة تسمح لنا بتنفيذ نشاطاتنا اللامنهجية والقراءة، أما اليوم وبعد تنفيذ المشروع فقد أصبح لدينا مكتبة تضم الكتب والألعاب التعليمية، هذا بالإضافة إلى غرفة مختبر علمي أكثر اتساعا من السابق ومجهزة بالأدوات والمعدات. "
وتنوعت الأعمال في هذا المشروع ما بين تأهيل طابق القسم الابتدائي في مدرسة الأميرة بسمة الثانوية الدامجة بشكل جذري وتأثيثه وتوفير نظام تكييف مركزي للجزئية التي تم تأهيلها بالإضافة إلى تأهيل المدخل والأسوار والساحة الخاصة بمدخل المدرسة مع توفير مولد كهربائي للمدرسة، كما تم تأهيل مدخل جديد آمن لمدرسة نور القدس، وتأهيل مبنى إضافي ليضم قسماً إدارياً جديداً مجهزاً بالكامل ومكتبة ومرافق علمية متنوعة مما أتاح المجال لإضافة 3 غرف صفية في المبنى الدراسي القديم مع توفير أثاث وتجهيزات كاملة للمبنى الجديد بمرافقه وللغرف الصفية وتوفير درجي طوارئ لمبنيي المدرسة ورفع سعة الكهرباء لها، بالإضافة إلى بناء طابق تعليمي في مدرسة جيل الأمل وتأثيثه وتزويده بالأجهزة التعليمية اللازمة بحيث شمل توفير 4 غرف صفية وغرفة إرشاد وغرفة مصادر وغرفة معلمات ووحدات صحية، فيما تنوعت أعمال البنية التحتية في مدرسة النظامية الثانوية ما بين توفير درج طوارئ لأحد مبانيها وتأهيل ساحة إضافية وبناء مظلة ذات جوانب متحركة لاستخدامها كغرفة خارجية وتأهيل الوحدات الصحية الخارجية للمدرسة وتوفير أثاث إداري، كما تم توفير تجهيزات بسيطة مع أثاث كامل في مدرسة الروضة الحديثة وذلك للغرف الصفية ولغرفة المعلمات والإدارة.
يذكر أن هذا المشروع الذي تنفذه مؤسسة فيصل الحسيني منفذ في خمسة مدارس في مدينة القدس، إلى جانب ستة مدارس إضافية تم تأهيلها وتجهيزها وتأثيثها عبر مشروع ملحق بهذا المشروع، ومن المتوقع الانتهاء منه خلال شهر آب من العام الجاري، حيث بلغ عدد الطلبة المستفيدين من المشروعين 5,200 بالإضافة إلى 260 معلم ومعلمة، وبلغ عدد قطع الأثاث والأجهزة التي تم توفيرها من المشروعين 2,240 قطعة أثاث و 191 جهاز إلكتروني.