بإسلوب تعليمي متطور مبني على تنمية التفكير الناقد، خاض 156 طالباً وطالبة من ثماني مدارس مقدسية غمار تجربة في مجال كتابة البحث العلمي بعيداً عن أساليب التعليم التقليدية والتلقين، وذلك ضمن المسابقتين اللتين أطلقتهما مؤسسة فيصل الحسيني في موضوعي العلوم الاجتماعية والتاريخ، بتمويل من الاتحاد الأوروبي، وبمساهمة من بنك فلسطين. وتنافس في المسابقتين اللتين استهدفتا فئة الصفوف العليا من الصف السابع وحتى الصف الحادي عشر، كل من مدارس: بنات الروضة الحديثة، بنات أبو بكر الصديق، الأميرة بسمة الدامجة، بنات عثمان بن عفان للبنات، نور القدس، المطران، مار متري، الشابات الثانوية الشاملة.
وهدفت المسابقتان إلى تحفيز المعلمين والمعلمات والطلبة على التعلم القائم على البحث والتفكير الناقد، حيث تمحورت المرحلة الأولى من مسابقة الأبحاث العلمية في التاريخ حول مواضيع متعددة عن مدينة القدس من خلال الدمج ما بين البحث الإثرائي والبحث الشفوي، فيما ركزت مسابقة الأبحاث العلمية في العلوم الاجتماعية على مواضيع مختارة من اللغة العربية والتربية الدينية في المنهاج الفلسطيني.
واعتمدت فكرة المسابقتين على تدريب المعلمين والمعلمات خلال العام الدراسي من قبل مستشارين مختصين، حول أساليب وطرق كتابة البحوث بطريقة علمية، ومن ثم نقل المهارات التي تعلموها إلى طلبتهم الذين بدورهم قاموا بالعمل على كتابة أبحاثهم العلمية وإرسالها إلى مؤسسة فيصل الحسيني، بعد اختيار المدرسة أفضلها، وفي نهاية المسابقة تم تقييم أبحاث كل فريق على حدة من قبل لجنة التحكيم، واختيار البحث المتميز والفريق الفائز بناءً على معايير خاصة تضعها اللجنة.
وحول المسابقات التي تنظمها مؤسسة فيصل الحسيني لطلبة المدارس يقول مستشار البحث العلمي في العلوم الاجتماعية الدكتور يحيى حجازي"إن المسابقة ليست بحد ذاتها الأساس، وإنما التجربة التي يمر بها الطلاب والطالبات خلال كتابة أبحاثهم العلمية في مجال العلوم الاجتماعية، وهذا الأمر يتطلب منهم مهارات التفكير العلمي والبحث عن المعلومة بطريقة علمية، لا سيما من حيث كتابة البحث وتحليل النتائج والاستنتاجات التي توصلوا إليها خلال عملية البحث".
وعن مشاركتها للمرة الثانية على التوالي في مسابقة كتابة البحث التاريخي تشير الطالبة بتول ياسر عليان من الصف التاسع من مدرسة بنات عثمان بن عفان للبنات الأساسية " قبل كتابة بحثي قمت بمطالعة وقراءة العديد من الكتب حول موضوع البحث الذي أعددته، إن المرة الثانية في كتابة بحثي كانت أفضل من المرة الأولى بعد أن اكتسبت الخبرة الكافية في تسلسل كتابة الأبحاث، لاسيما طرق كتابة البحث في مبحث التاريخ بإشراف معلمتي التي كانت توجهني خلال خطوات البحث، واعتقد أنني استفدت كثيراً من هذه التجربة التي أكسبتني مهارات ومعلومات جديدة في مجال الأبحاث ".
أما الطالب عبد الله خليل من الصف التاسع من مدرسة الأميرة بسمة في بحثه الذي تناول الرأي العام حول لعبة الببجي على اليوتيوب ضمن مسابقة العلوم الاجتماعية فيقول " لقد قمت بتناول موضوع البحث من ناحية فكاهية واجتماعية واخبارية حتى اتمكن من التوصل لاستنتاج في مجال بحثي، ويضيف عبد الله أن المشاركة في هذه التجربة كانت مثيرة وشيقة في نفس الوقت، خاصة عند مقابلة لجنة التحكيم الذين حصلت منهم على ملاحظات مهمة خلال تقييمهم البحث الذي أعددته، لاسيما حول مقدمة البحث، وهذه التجربة ستساعدني في اعداد الابحاث بكل سهولة عند دخولي الجامعة ".
ومن الجدير ذكره أن هاتين المسابقتين تأتيان في إطار سلسلة المسابقات التي تنفذها مؤسسة فيصل الحسيني في القدس، وذلك ضمن برنامج التطوير الشامل الذي يستهدف أكثر من أربعة الآف طالب وطالبة في 15 مدرسة مقدسية، ويعنى بتطوير آليات تدريب الطلبة على إجراء الأبحاث العلمية، هذا إلى جانب دعم التعليم في المدينة المقدسة، وبناء نموذج تعليمي فلسطيني يخرج مواطنات مواطنين متمكنين من بناء دولة فلسطينية قائمة على قيم الديمقراطية والمساواة والعدالة.
وجاءت نتائج المدارس الفائزة في البحث العلمي بالاجتماعية على النحو التالي:
جائزة المرتبة الأولى للصف الثامن: وحصل عليها بحث جهاز العرض التفاعلي واستخدامه للطالب محمود الزغل من مدرسة الأميرة بسمة بإشراف المعلم بلال أبو دياب، وجائزة المرتبة الثانية للصف الثامن: وحصل عليها بحث التسرب المدرسي وارتباطه بعمالة الأطفال للطالبة نغم هلسة من مدرسة الأميرة بسمة بإشراف المعلم بلال أبو دياب، وجائزة المرتبة الثالثة للصف الثامن: وحصل عليها بحث عزلة الطالب في المدرسة للطالبة آية طاهر مكية من مدرسة الروضة الحديثة بإشراف المعلمة سحر أيو شخيدم. كما تم منح جائزة تميز للطالبة حنين فرحات من الصف الثامن من مدرسة الروضة الحديثة عن بحثها اللباس الشرعي الصحيح وموقف الفتيات منه باشراف المعلمة سحر ابو شخيدم لتميز أداة بحثها برغم عدم حصول البحث على اي من المراتب الثلاث الاولى. أما جائزة المرتبة الأولى للصف التاسع: وحصل عليها بحث مظاهر التقليد الأعمى للطالب أحمد طرشة من مدرسة الأميرة بسمة وبإشراف المعلم بلال أبو دياب، وجائزة المرتبة الثانية للصف التاسع: وحصل عليها بحث الرأي العام حول لعبة البابجي في يو تيوب للطالب عبد الله خليل من مدرسة الأميرة بسمة وبإشراف المعلم بلال أبو دياب، وجائزة المرتبة الثالثة للصف التاسع: وحصل عليها بحث كرامة الجسد / الكحول والوشم للطلبة أمير كارمي، أمير ثلجي، فادي صايج، والياس عربيد من مدرسة المطران بإشراف المعلمة إليانور سابا. أما جائزة المرتبة الأولى للصف الحادي عشر: وحصل عليها بحث أثر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على التحصيل الاكاديمي للطلاب في قرية صور باهر من وجدهة نظر طالبات بنات أبو بكر الصديق للطالبتين ربى إديس وبتول برادعية من مدرسة بنات أبو بكر الصديق وبإشراف المعلمة وئام قنديل.
أما نتائج البحث العلمي في التاريخ فجاءت كالآتي:
جائزة المرتبة الأولى للصف التاسع : وحصل عليها بحث الواقع التعليمي في القدس للطالبتين سهاد أبو سبيتان وآلاء الكرد من مدرسة الأميرة بسمة المختلطة الدامجة، وجائزة المرتبة الأولى للصف العاشر: وحصل عليها بحث رخص البناء في القدس ومنازعاتها للطالبة ذهبية عطون من مدرسة أبو بكر الصديق وباشراف المعلمة هيام فواقة، وجائزة المرتبة الثانية للصف العاشر: وحصل عليها بحث المكتبة البديرية في القدس للطالبة رؤى غزال من مدرسة أبو بكر الصديق وباشراف المعلمة هيام فواقة، وجائزة المرتبة الثالثة للصف العاشر: وحصل عليها بحث درب الآلام وأهميته لدى الطوائف المسيحية للطالبة آية شحادة من مدرسة بنات الروضة الحديثة الثانوية بإشراف المعلمة غدير إشتي.