جاري تحميل الموقع . يرجى الانتظار

فلنقدم لمستشفياتنا كل الدعم المطلوب

آذار 2000

 

لقد وعى الشعب الفلسطيني ومنذ بداية الاحتلال أهمية الترابط بين الإنسان والأرض والمؤسسات القادرة على الحفاظ على هوية الإنسان على أرضه.

ومن أجل الحفاظ على القدس عربية إسلامية مسيحية، تركزت المؤسسات الخدماتية على كافة مستوياتها في العاصمة كما في كل عواصم الدنيا، وخاض أبناء المدينة مسنودين بدعم كامل من أبناء فلسطين كلها معركة الحفاظ على المجالات الحيوية الأساسية من خلال المؤسسات الممثلة لها كالتعليم والثقافة والعمل الاجتماعي والصحي.

وعلى هذا المستوى خضنا معركة الصحة في القدس بداية بمستشفى المقاصد الذي انتزعناه انتزاعا من براثن الاحتلال والمصادرة. وكنا نعطي كلنا كبيرنا وصغيرنا كل ما في طاقته وإن قليلا لكي نجعل من هذا القليل سدا في مواجهة الكثير الذي تصبه اسرائيل والحركة الصهيونية من أجل ضم القدس وإبقائها تحت سيطرتها.

لكن المواجهة الآن في مرحلة جديدة، فلحظة الحسم على الأبواب ومنذ عام 1993 ونحن نواجه هجمة تهدف إلى تحطيم مؤسساتنا مما زاد من ثقل المسؤوليات على كاهلنا، ولربما كانت مستشفياتنا الأكثر تعرضا وتأثرا بهذه الهجمة المستمرة وكان علينا أن نقبل التحدي ونواجه بداية وحدنا، فكان أن تشكل إطار مستشفيات القدس ليعيد صياغة العلاقات والنظم والتخصصات ليتيح لهذه المستشفيات إمكانية البقاء ومواجهة التحدي، وليبقى المادة التي تشد إليها الجمهور الفلسطيني والعربي ليس في القدس فقط ولكن في جميع أنحاء فلسطين.

إننا فخوون ونحن تحت الحصار إننا تمكنا من تطوير خدماتنا الصحية في القدس على مدار العام الماضي. من قسم جراحة القلب في المقاصد، إلى استكمال خدمات الكلى والتحضير لوحدة علاج السرطان في المطلع، إلى القفزة النوعية التي تلوح بشائرها في المستشفى الفرنسي، وتتنامى خدمات مستشفى الأميرة بسمة بشكل مستمر ويعطي المزيد لمن ضعف جسده من أبناءنا كل يوم، وإن بقاء ونجاح مستشفى الهلال في العمل والتطوير وتحمله الضغوط الجديدة التي طرأت عليه اثر القوانين الإسرائيلية المجحفة بالحقوق الصحية للأمهات والأطفال لهو مدعاة للفخر ودافع جديد لنا لنقدم لهذه المستشفى المزيد من الدعم.

نقول ذلك، ونحن نتطلع إلى تطوير مستشفى العيون لتخصصات جديدة تلائم ذلك الحيز الهائل لنجعل منه صرحا يقدم خدماته على المستوى الرائع الذي يقدمه الآن كمستشفى للعيون.

نظرة للوراء تعطينا الأمل والقناعة بأننا قادرون على مواجهة التحدي، وان ما بذل من جهد قد أعطى ثمارا لا شك أنها ستزهر وستنضج في هذا العام.

فلنقدم لمستشفياتنا كل الدعم، ولنجعل من ذلك سبيلا وقدوة، ولنخرج لعالمنا العربي بإنجاز نقول لهم نحن قدمنا وأنجزنا لكن ذلك لا يكفي إن أردتم للقدس أن تكون عروس عروبتكم.

 

فيصل الحسيني

القدس في آذار 2000