جاري تحميل الموقع . يرجى الانتظار

القدس-  كرمت مؤسسة فيصل الحسيني الخميس الموافق 3/12/2015 في حفل أقامته في مدرسة بنات ابو بكر الصديق في  صورباهر في القدس، 18 طالبة من مدارس الروضة الحديثة الاسلامية وعثمان بن عفان وبنات ابو بكر الصديق، شاركن في نادي البحث العلمي الذي اقامته المؤسسة خلال الفصل الدراسي الثاني 2014-2015. 

وهذا هو العام الثاني على التوالي الذي تنفذ فيه مؤسسة فيصل الحسيني نوادي ابحاث اجتماعية في المدارس وهو العام الرابع الذي تنفيذ فيه نواد في مجال الابحاث في العلوم الطبيعية.

استهدفت النوادي المخصصة للابحاث الاجتماعية في المدارس الثلاث المذكورة اعلاه تمكين مجموعة من المعلمين والمعلمات والطلبة من مهارات تطوير الابحاث العلمية في المجالات الاجتماعية شاملا ذلك: مهارات التحليل والنقد، ومهارات اختيار وتحديد موضوع البحث والمشكلة، ووضع الاسئلة والفرضيات، ومراجعة الادبيات، وكيفية اختيار اداة البحث، وتنفيذ البحث، وتحليل النتائج، وصياغة تقرير البحث. 

وأنتجت كل من الطالبات ال18 باشراف معلماتهن ومستشار مؤسسة فيصل الحسيني الدكتور يحيى حجازي بحثا علميا في مجال متعلق في جانب من جوانب العلوم الاجتماعية . ومنها ما ركز على حقوق الطفل كدمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس، وواقع عمالة الأطفال في القدس، واخرى ركزت على مجموعة من الظواهر الاجتماعية كزيادة عدد حالات الطلاق وقيم الشباب المقدسي، فيما اتخذت اخرى منحا خاصا بدراسة العنف، وتضمنت تأثير التلفاز في العنف لدى الأطفال، العقاب وعلاقته بالتحصيل الدراسي، مدى وعي الطالبات لموضوع التحرش اللفظي وعلاقته بالتربية الجنسية، ظاهرة العنف المدرسي بين الفتيات في المدارس وانتهاك حقوق المرأة.  وتناولت اخرى الجوانب الصحية مثل تداول مشروبات الطاقة، دوافع الشباب للتدخين وانتشاره بين المراهقين، والغذاء السليم.

وتحدث السيد عبد القادر الحسيني رئيس مجلس ادارة مؤسسة فيصل الحسيني عن اهمية تطوير اجيال قادرة على اتخاذ قراراتها بناء على البحث العلمي، واستراتيجية ومشاريع المؤسسة الخاصة بمحاولة جعل العملية التعليمية قائمة على اسلوب تطوير البحث العلمي بما يشمله ذلك من تطوير مهارات النقد والتحليل لدى الطلبة. كما تحدث عن ضرورة استبدال القيم السائدة في المدارس والتي تتجسد في الانضباط، التلقي والطاعة، بقيمة اساسية نسعى اليها كمجتمع وهي الكرامة. وياتي الحفاظ على الكرامة من خلال تطوير مدارس تحترم حقوق الطلبة وذلك عبر ثلاث حلقات الاولى بان يعي مجتمع المدرسة حقوق الطالب وواجبه في الدفاع عنها، والثانية ان تضبط العلاقات وتتوزع الصلاحيات بموجب دستور مدرسي يشارك المجتمع المدرسي ككل بصياغته ويتحمل مسؤولية المسائلة في حال انتهاكه، والثالثة بان نهتم بتمكين الطالب والمعلم والاداري من الادوات التي تساعدهم على الانتاج والمبادرة والسيطرة على القرار. وهذا ما تسعى اليه مؤسسة فيصل الحسيني والتي طورت برامج لتحقيق الحلقات الثلاث في المدارس التي تعمل بها.

كما شكر مؤسسة التعاون والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي على تمويل هذا البرنامج. 

من جانبه تحدث الاستاذ سمير جبريل مدير مديرية التربية والتعليم في القدس حول اهمية تعليم منهاج البحث العلمي في المدارس، واشار الى ان هناك تفكير جدي في وزارة التربية التعليم باضافة علامة لرزمة تتضمن البحث العلمي والنشاطات لكل طالب كحصة من علامة امتحان التوجيهي في السنوات القادمة.

وتحدث الدكتور يحيى حجازي حول دور المدرسة في تنمية طلبة مفكرين لا يعتمدون المسلمات في تحليلهم للأمور وانما المعرفة المتراكمة، والتجريب، والسؤال. واوضح ان هذا الدور يتحقق بتنمية مهارات التساؤل لدى الطلبة والتي بحد ذاتها تشكل منهجا للفكر التحليلي والنقدي، مذكرا بقول كاسبي في كتابه "التربية غداً": "أن خير إجابة يعطيها طالب لسؤال يوجه اليه تكون على شكل تساؤلات على هذا السؤال في الكثير من الأحيان". واوضح من خلال الامثلة قيمة ومعنى الاجابة عن السؤال بتساؤلات وصولا الى تحليل عميق للسؤال المطروح واهدافه والقصد منه والدوافع وراءه وصولا الى التفكير بمدى دقته، مؤكدا بذلك اهمية ان يتعامل الطالب مع المعارف المطروحة امامه على انها معارف عليه فحصها والتاكد من صحتها.

 كما تحدثت  المعلمة وئام قنديل . وهي احدى المعلمات المشرفات على النادي في مدرسة عثمان بن عفان حول قصور المنهاج في اثارة دافعية الطلبة نحو البحث. واوضحت ان المعلومة تقدم لهم على طبق من ذهب دون بذل جهد، ليكونوا بذلك مجرد مستقبلين للمعلومة ومخزنين لكم المعلومات التي يحتويها المنهاج، واعتبرت انه أصبح لزاماً عليها وعلى زملائها التربويين النهوض بالتربية من خلال الأبحاث بالطريقة العلمية، ودعت مديرات ومديري المدارس للعمل على تذليل العقبات للمعلمين والمعلمات لتمكينهم من ادراج واستخدام البحث العلمي في العملية التعليمية.

 ومن جانبها ذكرت المعلمة هبة بخيت وهي المعلمة المشرفة على النادي في مدرسة ابو بكر الصديق، اننا بحاجة الى تركيز اكبر على تفعيل البحث العلمي في المناهج للخروج بطلبة قادرين غلى الحصول على المعلومة بانفسهم، ويبنون  احكامهم على معلومات وبيانات وارقام تصف الحال بعيدا عن العواطف والمشاعر. واوضحت ان تفعيل استخدام البحث العلمي في العملية التعليمية يتوافق مع سياسة الوزارة في جعل الطالب محور العملية التعليمة.

ومن جانبها اشارت المعلمة غدير اشتي -المعلمة المشرفة على النادي في مدرسة الروضة الحديثة الاسلامية-الى اهمية هذا المشروع في فتح افاق المعرفة ليس فقط للطالبات بل للمعلمات ايضا، ولما لهذا المشروع أثر في زيادة المعلومات وتطوير الافكار وتحقيق معرفة أكبر بامكانيات الطالبات وقدراتهن.

وقامت كل طالبة من الطالبات المشاركات بالقاء كلمة تحدثت فيها عن تجربتها وعن البحث العلمي الذي اجرته. وتم في نهاية الحفل تكريم الطالبات الفائزات وهن:

مدرسة عثمان بن عفان: حصلت على المرتبة الاولى الطالبة خديجة خليل الاطرش عن بحثها حول انتشار مشروبات الطاقة وبالأخص بين الفتيات، وعلى المرتبة الثانية الطالبة ملك نادر دبش عن بحثها حول العنف، وعلى المرتبة الثالثة الطالبة فاطمة حمادة عن بحثها حول مشاهدة التلفاز وآثاره السلبية.

مدرسة الروضة الحديثة الاسلامية: حجبت المرتبة الاولى وحصلت الطالبتان ملاك مصطفى ابو طاعة ومريم ابو الليل على المرتبة الثانية وكانت ابحاثهما حول دوافعِ التزمتِ تجاهَ حقوقِ المرأةِ وأسبابِ النظرةِ السلبيةِ للنساءِ المطلقاتِ في المجتمع وحول التحرش اللفظي على التوالي، وحصلت الطالبة نور جمال علوي على المرتبة الثالثة عن بحثها حول ظاهرةِ الانتهاكاتِ التي تتعرضُ لها المرأةُ في المجتمعِ الفلسطيني.

مدرسة ابو بكر الصديق: حصلت على المرتبة الاولى الطالبة تمارا أبو شمسية عن بحثها حول الأسباب الكامنة وراء الظواهر السلبية في المجتمع، وعلى المرتبة الثانية الطالبة حنين محمد عطون عن بحثها التعرّفِ على المصادرِ الأكثرِ تأثيراً في تشكيلِ قيمِ الشباب وعلى المرتبة الثالثة الطالبة نعمة محمد عطون عن بحثها حول انتشار ظاهرة التدخين.